يشهد تاريخ الدراما المصرية والعربية العديد من المسلسلات التى صنعت لنفسها مكانا ومكانة فى وجدان وعقول المشاهدين فصنفها كعلامات مسجلة، مسلسلات لا تخطئها ذاكرة شاشة رمضان مهما طالت السنين.
تظل الأعمال الدرامية القديمة الملاذ الوحيد للجمهور العاشق لفن الزمن الجميل، حيث أصبحت علامة مسجلة عبر التاريخ، ويعد من أهم هذه العلامات الفنية مسلسل «ضمير أبلة حكمت»، الذى قامت ببطولته فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية، ويمر هذا العام على إنتاج المسلسل 33 عاما، ونحاول أن نسترجع مع مخرجته إنعام محمد على كواليس العمل وتفاصيله، والذى ظل عالقا فى أذهان ووجدان المشاهد العربى.
وكشفت إنعام عديد من التفاصيل والأسرار عن المسلسل الذى قامت ببطولته فاتن حمامة، ولعل من أبرز هذه التفاصيل الأجر الذى حصلت عليه سيدة الشاشة العربية وهو 5 آلاف فى الحلقة الواحدة، حيث كان العمل من إنتاج جهاز السينما المنتج ممدوح الليثى، وكان أعلى أجر دفعه قطاع الإنتاج منذ نشأته، مشيرة إلى أنه تم تصوير المسلسل عام 1990 وعرض فى 1991.
وتحدثت إنعام عن خلافاتها مع فاتن حمامة أثناء التصوير قائلة: لم تكن تتقبل أى ملاحظات من جانبى أثناء تصوير المسلسل على الرغم من أننى كنت أرغب بتقديمها فى أبهى صورة لها، وفى إحدى المرات غضبت من ملحوظتى لها، وقررت أن تشتكينى للمنتج ممدوح الليثى، والذى كان متواجدا فى لوكيشن التصوير، وحضر منفعلا وبدأ يوجه عديدا من العبارات للجميع دخل اللوكيشن، وفهمت أن هذه العبارات الغاضبة من جانب المنتج موجهة لى، وكانت فاتن حمامة تقف بجوار ممدوح الليثى وقتها وتحدثت معه وقلت: «اذا كنت ترغب فى تغييرى أنا على استعداد كامل أن أنسحب من العمل على أن يتحمل مسئوليته مخرج آخر، ولكن كان رد ممدوح الليثى وقتها «ليس لدينا مخرج يتغير».
وأضافت إنعام: بعد هذا الموقف لم نتحدث فى أى من التفاصيل، ولكن كانت هناك خلافات بسيطة داخل العمل، وكانت تقول لى إننى أرغب فى أن أفهم ما السر وراء الإعادة للمشاهد فكانت تجربة بالنسبة لها صعبة كونها الأولى لها فى الدراما التيلفزيونية، وكنت أعيد تصوير بعض المشاهد بسبب لدغتها، والتى كانت تستطيع أن تسيطر عليها فى مشاهد، وبعض المشاهد الأخرى تفقد السيطرة، وكان هذا يرهقها كثيرا حتى لجأت إلى الفنان هشام سليم، والذى نصحها بأن تسجل الجمل الخاصة بها على تسجيل «ريكورد»، وكلما حصلت على استراحة تعيدها حتى تسهل على نفسها حفظ دورها.. ولم تكن هذه الأزمة الوحيدة التى تعرض لها مسلسل «ضمير أبلة حكمت» حيث كشفت إنعام عن نزاع آخر ولكن هذه المرة بين فاتن والمؤلف أسامة أنور عكاشة موضحة : أن العمل مع الفنانة فاتن حمامة كان من خلال المنتج ممدوح الليثى، والذى قرر أن يسند لى مسلسل «ضمير أبلة حكمة»، والذى كتبه السيناريست أسامة انو عكاشة، واجهت فى هذا العمل عديدا من الصعوبات قبل البدء فى تصويره كان أهمها قرار انسحاب فاتن حمامة قبل أن تتراجع عنه بعد جلسة مطولة مع المؤلف أسامة أنور عكاشة والمنتج ممدوح الليثى، وكانت هناك نية وقتها بأن تحل بدلا منها ليلى طاهر، كانت فاتن حمامة لديها بعض الملاحظات على العمل، والذى كان مرشحا له شادية أيضا ولكن اعتزالها كان سببا رئيسيا فى اختيار فاتن حمامة للقيام بدور الناظرة.
وأضافت إنعام: طالبت فاتن حمامة بإجراء بعض التعديلات على سيناريو العمل فى البداية، وهو الأمر الذى كان يرفضه أسامة أنور عكاشة وعندما توجهنا الى المنتج ممدوح الليثى قلت له إذا أصرت فاتن حمامة على اعتراضها علينا أن نختار ممثلة أخرى، ولكن ممدوح كان مصرا على وجودها بجانب هذه المجموعة خاصة أنه كان أول عمل من إنتاج قطاع التيلفزيون، وقررت فاتن أن تعتذر عن العمل قبل تصويره بلحظات، متابعة أن ممدوح الليثي، رئيس قطاع الإنتاج، فى ذلك الوقت، رفض ترشيح الفنانة ليلى طاهر بدلا منها، وتحدث مع «فاتن» وبالفعل أقنعها وقامت بتصوير العمل.
