كنوز| عملاق «أخبار اليوم» يفضح الإرهاب الإسرائيلى

مصطفى أمين - الإرهاب الإسرائيلى يذبح الأطفال والقانون الدولى فى غزة
مصطفى أمين - الإرهاب الإسرائيلى يذبح الأطفال والقانون الدولى فى غزة

فى الثالث عشر من شهر أبريل عام 1997 اتشح شارع الصحافة المصرية والعربية بالسواد، وسكن الحزن القلوب داخل مؤسسة «أخبار اليوم» بالذات لرحيل مؤسسها وعملاقها الكاتب الكبير مصطفى أمين، فور إذاعة خبر الرحيل الحزين تجمع مئات من السيدات والطالبات والطلاب الذين كان عملاق الصحافة يخصص لهم مساعداتٍ شهرية تعينهم على متطلبات الحياة وإكمال دراستهم، ودعه مئات الآلاف وشيعوه لمثواه الأخير والدموع تملأ عيونهم، فهو من صنع مع توأمه على أمين «عيد الحب» و«عيد الأم»، و«ليلة القدر»، و«أسبوع الشفاء».

ومؤسسة «مصطفى وعلى أمين الخيرية»، عملاق ارتوت الصحف الحزبية والمستقلة والصحف العربية بكفاءاتٍ نادرة من تلاميذه، ومن الصدف أن تحل ذكرى رحيله الـ 27 والدماء لا تتوقف فى «غزة» والمجازر التى يرتكبها الكيان الإسرائيلى تشكل أبشع «هولوكوست» وإبادة جماعية يتعرض لها الشعب الفلسطينى الأعزل المسالم بحجة القضاء على «حماس»، صور ومشاهد دامية ومؤلمة سبق أن تناولها عملاق الصحافة مصطفى أمين فى زاويته اليومية «فكرة» بجريدة الأخبار بتاريخ 28 مارس عام 1996، عندما قامت إسرائيل بنفس المذابح فى هذا التاريخ فكتب يقول: 

«لا يمكن القضاء على حركة حماس إلا إذا توقف الإرهاب الإسرائيلى أولاً.. ولن يتوقف أنصار حماس عن النضال إلا اذا توقف اغتيال المسلمين.. وتوقف هدم بيوتهم.. وتوقف العقاب الجماعى.. وكل رصاصة يطلقها الإرهاب الإسرائيلى سوف تنطلق فى مواجهتها عدة رصاصات.

إننا نطالب بالسلام.. ولكنه ليس السلام من طرفٍ واحد وإنما نحن نريد سلاماً من الطرفين.. وليس السلام الذى يموت فيه المسلمون وحدهم ويعيش اليهود !
معنى العدل هو المساواة. 

وغير معقول أن نعتبر الإسرائيلى الذى يقتل فلسطينياً أنه مجاهد يستحق التكريم والإعجاب.. بينما الذى يقتل إسرائيلياً هو مجرم أثيم يجب إعدامه والقضاء عليه.

العدالة لا تتجزأ.. والرصاصة الواحدة لا جنسية لها.

وهذا هو الذى يجعلنا نرفض موقف الذين يطالبون بمكافأة إسرائيل كلما قتلت عربياً.. ويطالبون بعقاب العربى إذا رد على الرصاص بالرصاص.. ورد على الإرهاب بالإرهاب.

الجهاد فرض على كل مؤمن وليس امتيازاً يُختَص به فريق دون فريق، ولا يكون الجهاد جريمة يرتكبها الفلسطينيون وفى الوقت نفسه حقاً مقدساً فى يد الإسرائيليين.

نحن ضد معاملة القاتل الإسرائيلى كبطلٍ من أبطال الوطن.. ومعاملة المجاهد الفلسطينى كمجرم يستحق الإعدام. 

الأغلبية الساحقة من العرب تريد السلام وترحب بالسلام.. وفى الوقت نفسه نرفض الاستسلام ونطالب بمعاملة المثل بالمثل.. نريد سلاماً للطرفين لا سلاماً من طرف وانتقاماً من طرفٍ آخر.

نحن نرحب باليوم الذى تتوقف فيه المذابح وحمامات الدم.. ونريد أن يتم ذلك من الجانبين لا أن نطلب من حركة حماس وحدها ألا تطلق النار ونترك المتطرفين الصهيونيين يطلقون النار ويهدمون البيوت وينشرون الخراب.

مصطفى أمين «الأخبار» ٢٨ مارس ١٩٩٦