أنقذ خطيبته وصديقاتها من المتحرشين الأربعة.. فقتلوه أمام بيته

الضحية
الضحية

آمال‭ ‬فؤاد‭ ‬

  التحرش جريمة مذرية لا تقبل التبرير أبدًا، وليس لها أعذار وسيظل القانون بالمرصاد لهؤلاء المتحرشين بالنساء؛ جريمة قتل بشعة هزت وقائعها منطقة أبو النمرس بالجيزة حيث أقدم 4 شباب عديمي الأخلاق على قتل شاب بعد أن دفعته نخوته ورجولته؛ لإنقاذ خطيبته وبعض الفتيات العاملات وهن خارجات من المصنع محل عملهن، بينما يحاول المجني عليه منع المتهمين من التحرش بالفتيات إنهال عليه أحدهم بعدة طعنات نافذة بجسده أودت بحياته، وتمكن الأهالي من الإمساك بأحد المتهمين وتسليمه لرجال الشرطة، وبالأكمنة المحكمة تمكن رجال البحث الجنائي من القبض على باقي المتهمين وإحالتهم للنيابة للتحقيق، كما كشف لنا شقيق المجني عليه كواليس مثيرة عن الجريمة نسردها في السطور التالية.

                          المتهمين

الحكاية بدأت أحداثها بإحدى قرى محافظة الجيزة، وتحديدا داخل بيت بسيط بقرية الحرانية بمنطقة «أبو النمرس»، حيث نشأ بطل قصتنا «سيد فرحات»شاب يبلغ من العمر 22عاما يقيم في بيت عائلته مع أسرته المكونة من أب وأم و7 أشقاء 4 ذكور وثلاث بنات، توفى الاب وتحملت الام ومعها ابنائها مشاق وصعوبات الحياة، كان الشاب المجني عليه سيد ترتيبه الأخير وسط أشقائه أو كما يقولون آخر العنقود، لكن  سيد فرحات قرر بعد وفاة والده  أن يواجه الحياة ويتحمل المسئولية بمساندة والدته وأشقائه، ارتدى عباءة المشقة، وراح يبحث عن العمل من أجل كسب لقمة  العيش بالحلال، تمكن من العمل بأحد مصانع منتجات الفواكه بالقرب من منزله بالمنطقة، كان بشهادة جيرانه شاب مكافح هدفه أن تعيش اسرته في سعادة ولا يمدون أيديهم لأحد، معروف عنه الطيبة وحسن الخلق، كان هو وأشقاؤه في حالهم ليس لديهم خلافات أو أي مشكلات مع أحد الجميع يشهد لهم بالطيبة والاحترام.

سيد الذي صار شابا يافعا قرر استكمال نصف دينه؛ أحب فتاة وتقدم لخطبتها وسريعا جهز عش الزوجية ومثله مثل أي شاب  حلم مع خطيبته أن يلم شملهما بيت الزوجية ويعيش الاثنان في سعادة وفرحة، قررا عقد قرانهما بعد عيد الفطر، ولكن سرعان من تبدلت فرحتهما لحزن عندما شهدته خطيبته يدفع حياته ثمنا للدفاع عنها وبعض الفتيات العاملات بالمصنع محل عملهن من 4 شباب يحاولون التحرش بهن وسط  الشارع.

الواقعة

مساء يوم الواقعة توجه المجني عليه إلى عمله كعادته، كانت عقارب الساعة تشير للثانية عشرة بعد منتصف الليل، وعقب وصوله للمصنع  واستلامه «وردية عمله» لم ينس كعادته الاتصال بخطيبته لكى يطمئن عليها عقب انتهاء فترة ورديتها بالمناوبة مع مجموعة العمال بالمصنع وعودتها للمنزل، تبادل الاثنان اطراف الحديث عبر الهاتف، أخبرها انه سوف يخرج على الطريق لكي يقابلها ويطمئن على وصولها لبيتها، وأثناء خروجه من المصنع طلب منه أصدقاؤه أن يعود ومعه السحور، أخبرهم قبل أن يغلق هاتفه مع خطيبته أنه يسمع أصوات صراخ فأسرع مستكشفا الأمر، وعقب خروجه من باب المصنع ومشاهدته للفتيات العاملات وهن يعبرن الشارع للوصول إلى الاتوبيس المخصص من ادارة المصنع ليقلهن إلى منازلهن؛ رأى على الجانب الآخر من الطريق العام،»تروسيكل» يحمل أربعة شباب يتوقفون أمام الفتيات يحاولون قطع الطريق عليهن، يرددون عبارات سخيفة يحاولون التحرش بالفتيات اللائي من بينهن خطيبته، اسرع سيد المجني عليه اليهن، وبدأ يتحدث إلى الشباب محاولا اقناعهم بأن ما يفعلونه ليس من الرجولة في شيء حتى ينصرفوا في هدوء موجهًا كلامه اليهم، «اعتبروهم اخواتكم»، لكن الجناه «لا حياة لمن تنادي» بعدما فقدوا الأخلاق لم يعطوا له الفرصة فتعدوا عليه بالشتائم البذيئة والضرب وطلبوا منه عدم التدخل، ولكن نخوة وشهامة الشاب سيد جعلته يتصدى لهم بكل شجاعة، فوجئ المتحرشون بوقوفه أمامهم بلا خوف يمنعهم من التحرش بخطيبته والفتيات، مما أثار غضب أحد المتهمين فأخرج سكينًا من ملابسه وطعنه طعنة نافذة فى يده فأصيب سيد بنزيف ثم عاجله بطعنة أخرى في ساقه تسببت في قطع الشريان المتصل بالقلب، فسقط سيد على الأرض بعدما ترنح، أصوات صراخ الفتيات اخذ يعلو، تجمع الأهالي وأمسكوا بأحد المتهمين ولم يتركوه إلا بعد تسليمه لرجال الشرطة، واسرع رفاق المجني عليه بنقله إلى مستشفى الاهرم بأبو النمرس في محاولة لإنقاذه، لكن سيد لفظ أنفاسه أثناء محاولة الاطباء إسعافه، بعدها أخطرت ادارة المستشفى الأجهزة الأمنية.

بلاغ

تلقت الأجهزة الأمنية بمدينة أبو النمرس بالجيزة إخطارا من مستشفى الاهرام التابعة للمدينة،   بوصول شاب في بداية العشرينيات برفقة بعض أصدقائه وأهالي منطقته مطعون طعنتين في ذراعيه وساقه، فور البلاغ تم تشكيل فريق بحث توجه إلى المستشفى محل البلاغ، وعقب الفحص والمعاينة تبين أن الجثة لشاب في بداية العقد الثاني من عمره وبه طعنات نافذة، تم التحفظ على الجثة تحت تصرف النيابة، وبمناقشة أصدقائه وجيرانه الذين نقلوه إلى المستشفى اكدوا؛»أن المجني عليه شاب مكافح ومهذب وانه تدخل للدفاع عن خطيبته وبعض الفتيات أثناء انتهاء ورديتهن، فانهال عليه أربعة شباب بالضرب والتعدي أثناء محاولتهم التحرش بالفتيات»، وفور ذلك توجه فريق البحث إلى الشارع محل الحادث واستمع فريق البحث لأقوال بعض شهود عيان الحادث وتفريغ الكاميرات والتحفظ عليها والتي كشفت أن المتهمين أربعة هم: «حمزه. ر، يوسف. م، محمد. ب، علي. م» وضع فريق البحث الاكمنة المحكمة؛ ومن خلالها تمكن رجال المباحث من إلقاء القبض على باقي المتهمين وتحرر محضر بالواقعة  يحمل رقم «1099»إداري لسنة 2024 وإحالتهم الى النيابة للتحقيق؛اعترفوا بارتكابهم للجريمة وعقب ذلك وجهت النيابة لهم تهمة القتل العمد وقررت حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث.

شهود

تواصلنا مع شقيق المجني عليه ويدعى إبراهيم موظف بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة تحدثبنبرات يملؤها الحزن على فقدان شقيقه فجأة دون سابق انذار، قال:»اخويا عريس راح من بين أيدينا في غمضة عين، أنا وإخواتي كنا بنجهز شقة سيد عشان فرحة بعد عيد الفطر، كان حلمه الارتباط وتكوين اسرة، بدل ما نزفه إلى عروسته زفناه لقبره، امه أصيبت بصدمة نفسية حتى هذه اللحظة لا تصدق مقتل ابنها وكلنا مش مصدقين من شدة الحسرة على شبابه، كل ده يحصل عشان كان بيدافع عن خطيبته وزميلاتها من شباب منحرف عديمي الاخلاق، أخويا في هذه الليلة تناول الإفطار معنا وغادر لصلاة العشاء والتراويح وطلب من والدته الدعاء له بالتوفيق والسداد والغريب أنه ودعنا بقفشاته المعهودة وكأنه يودعنا لآخر مرة، ننتظر حكم القضاء العادل في هؤلاء الشباب عديمي النخوة والرجولة».

شخصية المتحرش

يبقى سؤال عن تفسير الطب النفسي لهؤلاء الذين يتحرشون بالنساء؟، توجهنا بالسؤال الى الدكتور علي عبد الراضي أستاذ الطب النفسي فأجاب قائلا: في هذه الواقعة ارتكب المتهمون القتل عن طريق التشجيع ودعمهم بأخلاقهم السيئة لبعضهم البعض، كل فرد من افراد هذا التشكل أراد ان يستعرض قوته ويظهر أن لديه قدرات ومهارات إجرامية لا على التحرش فقط وإنما على سفك الدماء وقتل الشاب الذي تجرأ من وجهة نظرهم وأخذ يدافع عن الفتيات فاستحق العقاب بقتله أمام من يدافع عنهن، ودفع حياته ثمنا لحماية خطيبته والفتيات، فالمتحرش عموما شخص شرير سيكوباتي يفتقد للمشاعر ولديه ميول إجرامية، نطلق عليه في الطب النفسي «عدو المجتمع» يستحق العقاب. 

اقرأ  أيضا : «تحرش بسيدة».. أدلة جديدة ضد «سائق أوبر» المتهم بمحاولة خطف «فتاة الشروق»

;