الخلاف يتسع بين بايدن ونتنياهو بعد قرار مجلس الأمن

واشنطن تسجل موقفًا استثنائيا.. وترامب: تل أبيب تفقد الدعم الدولى

لقاء سابق بين بايدن ونتنياهو
لقاء سابق بين بايدن ونتنياهو

واشنطن - وكالات الأنباء

ساءت العلاقات بين الرئيس الأمريكى جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى مستوى جديد بعد سماح الولايات المتحدة باعتماد قرار فى مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار فى غزة، مما أثار انتقادات لاذعة من نتنياهو، لتسجل واشنطن موقفا استثنائيا لم يسبق لإدارة أمريكية أن فعلته وإسرائيل فى حالة حرب.

من جانبه، قال نتنياهو إن عدم استخدام واشنطن للفيتو هو تراجع واضح عن موقفها السابق وسيضر بجهود الحرب الإسرائيلية. وألغى نتنياهو زيارة لوفد من مسئولين كبار إلى واشنطن. 

ويواجه بايدن، الذى يسعى لإعادة انتخابه لولاية ثانية فى نوفمبر المقبل، ضغوطا ليس فقط من حلفاء واشنطن ولكن أيضا من عدد متزايد من زملائه الديمقراطيين لكبح جماح العدوان الإسرائيلى على غزة.

وأدى التحول الملحوظ فى الأحداث إلى تحويل الخلاف المتزايد بين بايدن ونتنياهو إلى العلن، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. وسارع مسئولو إدارة بايدن إلى الإصرار على عدم حدوث تغيير فى السياسة الأمريكية وأنهم يتطلعون إلى محادثات مستقبلية مع نتنياهو وحكومته. 

وواجه بايدن محتجين فى فعالياته الانتخابية. ووضع أكثر من 100 ألف ناخب فى ولاية ميشيجان على بطاقات اقتراعهم علامة «غير ملتزم بها» خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية فى تلك الولاية، حيث قال العديد من الناخبين الأمريكيين العرب إن بايدن خسر أصواتهم فى نوفمبر المقبل. ودعا البعض بايدن إلى المضى قدمًا من خلال تقييد بيع الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل. وتشهد إدارة بايدن انتقادات واسعة فى صفوف الحزب الديمقراطي، ولدى قطاعات مختلفة من المجتمع الأمريكى بسبب موقفها الداعم لحرب الإبادة التى تنفذها إسرائيل فى غزة.

ورغم اتفاق الجانبين على أهداف الحرب الرئيسية، فإن نتنياهو يتخوف من توظيف إدارة بايدن لوقف إطلاق نار مؤقت لعدة أسابيع من أجل مضاعفة ضغوطها عليه وإجراء تغيير سياسي.

فى غضون ذلك، حذر الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب من أن إسرائيل تفقد الكثير من الدعم الدولى بسبب حربها فى غزة. وقال ترامب  فى مقابلة صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية نشرت أمس الأول «عليكم أن تنجزوا الحرب. أن تنهوها. يجب أن تنتهوا منها».

وتسبب موقف واشنطن بتحميل الأوساط الإسرائيلية نتنياهو وحكومته مسؤولية التدهور غير المسبوق فى العلاقة مع واشنطن. وقال عضو الكنيست شيلى تال ميرون أن «إخفاق نتنياهو السياسى يضع إسرائيل أمام خطر وجودى حقيقى ويجعلها معزولة عالميا»، مضيفا أن «المسار التصادمى مع البيت الأبيض سيجلب كارثة على إسرائيل».

وفى السياق نفسه، قال رئيس الوزراء السابق إيهود باراك إن قرار مجلس الأمن يعكس أزمة عميقة مع واشنطن. كما أيدت وزيرة الخارجية السابقة تسيبى ليفى تصريحات باراك بقولها إن «وجود صدع مع واشنطن أفضل ما يمكن أن تحصل عليه حماس، ونتنياهو يقودنا لذلك».

واعتبرت هيئة البث الإسرائيلية أن امتناع واشنطن عن استخدام بطاقة صفراء تعكس الانتقادات الأمريكية المتزايدة لإسرائيل. ورأى مندوب إسرائيل فى الأمم المتحدة جلعاد إردان أن إلغاء نتنياهو زيارة وفد إسرائيلى إلى واشنطن ضرورى رغم أنه غير سار، معبرا عن أمله فى أن تدرك واشنطن أنها ارتكبت خطأ.