بدون تردد

رسائل الأمين العام

محمد بركات
محمد بركات

وسط تفشى ظاهرة العجز الدولى المخجل عن اتخاذ موقف إيجابى فاعل، ضد الإجرام والعربدة الإسرائيلية، التى تجاوزت كل الحدود وضربت بكل القيم الإنسانية والقانونية عرض الحائط، ومرغت قيم العدالة والقانون الدولى والإنسانى، فى وحل عدوانها الوحشى واللا إنسانى على قطاع غزة، وما تمارسه من جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى الأعزل فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.


ووسط انتشار ظاهرة غيبة العدالة الدولية، وشيوع الكيل بمكيالين فى النظر للأشياء وتقييم المواقف وتقدير الأمور، مما أدى إلى خللٍ واضحٍ وفج لكل قيم الحق والخير والسلام.
وفى الوقت الذى يقف فيه العالم مشلولاً بفعل فاعل، عن اتخاذ موقف واضح وحاسم، تجاه العدوان الإسرائيلى البربرى واللا إنسانى المستمر على الشعب الفلسطيني،...، لمجرد أن دولة العدوان والجرم هى إسرائيل، المدعومة والمحمية من الانتقاد أو اللوم أو الإدانة من الولايات المتحدة الأمريكية، التى هى القوة الأكبر أو الأعظم فى عالم اليوم.
وسط هذه الأجواء المُلبدة بغيوم العجز عن اتخاذ مواقف إيجابية لوقف عمليات القتل والدمار،...، ووسط الصمت الدولى العام على الجريمة، يأتى الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش» ليعلن للعالم كله، أنه من الضرورى الوقف الفورى لإطلاق النار، ووقف الحرب فى غزة، وإنقاذ أهلها من المعاناة والمآسى التى يعيشون فيها.


جاء «جوتيريش» حاملاً القيم والمبادئ الإنسانية التى قامت من أجلها المنظمة الدولية،...، ومن أمام معبر رفح البرى، وقف ليعلن على العالم بصوتٍ مرتفع، أن هناك على الجانب الآخر حيث غزة محنة إنسانية لابد أن تتوقف.


وأن ما تقوم به إسرائيل وما تمارسه هو عقاب جماعى، وينادى بأنه لابد أن ينتهى الحصار الإسرائيلى على غزة،...، ولابد من دخول المساعدات الإنسانية لإنقاذ آلاف الناس الذين يعيشون أزمة إنسانية حقيقية، ويطالب بالوقف الفورى والدائم للحرب. حتى يتم إنقاذ أهالى القطاع.
ما قام به «جوتيريش» خلال زيارته لرفح المصرية بصفة خاصة وزيارته لمصر بشكلٍ عام، هو محاولة جادة ومخلصة من رجلٍ أمين وشجاعٍ على رأس المنظمة الدولية.
ويبدى رأيه بكل المصداقية والشجاعة والأمانة فى إدانة العدوان وتحميله المسئولية فى الجرائم التى ارتكبها ويرتكبها ضد الشعب الفلسطينى،...، هذا فى الوقت الذى تُحجِم فيه قوى كثيرة ومسئولون كثيرون عن اتخاذ نفس المواقف بنفس المصداقية والشجاعة .