بدون تردد

«تناقضات أمريكية»

محمد بركات
محمد بركات

حرب الإبادة اللا إنسانية التى تشنها آلة الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى فى غزة، دخلت شهرها السادس دون توقف، ومازالت الولايات المتحدة الأمريكية ترفض وقفا فوريا ومستمرا لإطلاق النار، وتعرقل كل المحاولات العربية والدولية لإصدار قرار ملزم من مجلس الأمن ينص على ذلك.


ومازال آلاف الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين أبناء القطاع، يتساقطون قتلى ومصابين فى كل يوم، تحت نيران العدوان الوحشى الإسرائيلى الذى تجاوز المائة والسبعة والستين يوما حتى الآن، بينما الولايات المتحدة الامريكية تعلن وتكرر رغبتها فى البحث عن وسيلة، لإقناع إسرائيل بتقليل أعداد الضحايا ما أمكن إلى ذلك سبيلا،...، ولكن مع الاستمرار فى الحرب.


وفى الوقت الذى ترفض فيه، إصدار قرار من مجلس الأمن بالوقف الفورى والدائم لإطلاق النار، تحاول الولايات المتحدة جاهدة إقناع العالم كله والعرب والفلسطينيين بالذات، بأنها تسعى لدعم ومساعدة أهالى غزة على المستوى الإنسانى، وذلك بالدعوة لزيادة المساعدات الإنسانية لهم.


ولكن اليد الأمريكية الممدودة بالمساعدات الإنسانية للفلسطينيين من أهالى غزة هى يد قصيرة، أو ليست طويلة ومؤثرة بالقدر الكافى، فمازال القطاع وأهله يعانون من قلة الطعام والشراب ويعانون الجوع والعطش والمرض مع ندرة وقلة الدواء بل غيابه.


ومازالت إسرائيل تمنع دخول المساعدات الإنسانية وقوافل الاغاثة، المحملة بالغذاء والشراب والدواء إلى غزة، دون أن تحرك الولايات المتحدة ساكنا، ودون أن تقوم بأى إجراء احادى أو دولى لوقف وإنهاء الحصار على قطاع غزة ومنع إسرائيل للغذاء والشراب والدواء عنها.


وإذا كانت يد المساعدات الأمريكية قصيرة، فإنها فى ذات الوقت لديها يد أخرى طويلة وممدودة لإسرائيل، بكافة أنواع الأسلحة من القنابل والصواريخ ودانات المدافع التى تستخدمها فى حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، كما أنها تؤكد بصفة دائمة ومستمرة دعمها لإسرائيل فى حربها اللاانسانية.


وهكذا.. فإن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول أن تمسك بالنقيضين معا، فهى تعلن سعيها لزيادة المساعدات الإنسانية لأهالى غزة، فى ذات الوقت الذى تقدم فيه لإسرائيل الأسلحة والمعدات اللازمة للحرب والمستخدمة فى قتل الفلسطينيين.