حريات

نجيب محفوظ .. وأنا

رفعت رشاد
رفعت رشاد

سألنى عم مرسي: «تقرا نجيب محفوظ»؟. أجبته بسؤال: مين نجيب محفوظ؟. 

كنت طفلا عندما بدأت القراءة، مجلات الأطفال ومعها الألغاز. اتفقت مع عم مرسى صاحب «فرشة» المجلات على تبادل ما لم أقرأه بما قرأته، آخذ منه  - مثلا - عشر مجلات - أقرأ  كل منها مقابل «تعريفة، وعندما أنتهى من قراءتها أعيدها للفرشة على سور مدرسة حدائق شبرا. وجاء يوم ووجدتنى قرأت كل المجلات التى على «الفرشة». بحثت عن شيء لم أكن قرأته من صنف المجلات لكنى لم أجد. تأسى عم مرسى لحالى وقال: «هاجيبلك حاجة جديدة»، مد يده وناولنى مجموعة قصصية لنجيب محفوظ عنوانها «دنيا الله»، سألته: إيه ده؟ فهم سؤالى الاستنكاري، وقال: «اقرأها.. إذا عجبتك ادفع التعريفة.. وإذا ماعجبتكش ما تدفعش حاجة» ولاحظ ترددي، فقال: «اقرأها.. وها تدعى لي». 

اعتبرت الكتاب المحفوظى بديلا لحين حل مشكلة نقص المجلات، لكن بمجرد أن بدأت قراءة المجموعة نسيت كل شيء حولي. أنهيت قراءة دنيا الله وانطلقت إلى فرشة المجلات.. والكتب. وجدنى مرسى على حالى فقال: هات بقى التعريفة. قلت له اعطنى كل ما عندك للأستاذ نجيب محفوظ، ابتسم وطاف بفرشته العامرة وأخرج كتابين آخرين لكاتبنا الكبير. انطلقت لكى أواصل التعرف على عالم محفوظ. استغرقت فى قراءته وابتعدت رويدا عن عالم المجلات باعتبار أننى بلغت منزلة قرائية أعلى. 

تراكمت أعمال نجيب محفوظ لتشكل مكتبة كاملة فى بيتي، بين وقت وآخر أتناول واحدة منها وأعيد الاستمتاع والتلذذ بقراءتها. 
لا أنسى فضل مجلات الأطفال ولا عم مرسى الذى وجهنى إلى هذا العالم.