بدون تردد

أمريكا‭ ..‬ووقف‭ ‬الحرب

محمد بركات
محمد بركات

فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكى ‬‮«‬انتونى‭ ‬بلينكن»‬‭ ‬ يزور‭ ‬‬إسرائيل‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضى،‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬جولة‭ ‬جديدة‭ ‬له‭ ‬بالمنطقة‭ ‬شملت‭ ‬مصر‭ ‬والسعودية‭ ‬قبل‭ ‬إسرائيل،‭ ‬كانت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬متقدمة‭ ‬بمشروع‭ ‬قرار‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولى‭ ‬بخصوص‭ ‬الأوضاع‭ ‬فى‭ ‬غزة‭ ‬فى‭ ‬غمار‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬اللاإنسانية‭ ‬التى‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬القطاع‭.‬

وقد‭ ‬انتهت‭ ‬جولة ‬‮«‬بلينكن‮»‬‭ ‬ للمنطقة‭ ‬ولإسرائيل،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تسفر‭ ‬عن‭ ‬تقدم‭ ‬إيجابى،‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬المشتعلة‭ ‬منذ‭ ‬ما يزيد‭ ‬على‭ ‬الخمسة‭ ‬الشهور‭ ‬الماضية‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬حمام‭ ‬الدم‭ ‬المسفوح‭ ‬بالأراضى‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬تنتهى‭ ‬المجازر‭ ‬والمذابح‭ ‬التى‭ ‬ترتكبها‭ ‬إسرائيل‭ ‬هناك‭.‬

كما‭ ‬انتهت‭ ‬فى‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬الجمعة‭ ‬مسيرة‭ ‬مشروع‭ ‬القرار‭ ‬الأمريكى‭ ‬المقدم‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬بالرفض‭ ‬وعدم‭ ‬القبول‭ ‬وعدم‭ ‬الإصدار،‭ ‬نظراً‭ ‬لعدم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬النصاب‭ ‬اللازم‭ ‬للموافقة‭ ‬عليه‭ ‬وإصداره،‭ ‬حيث‭ ‬استخدمت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬روسيا»‬‭ ‬و‭ ‬«‬الصين‮» ‬‭ ‬حق‭ ‬‮ «‬الڤيتو‮»‬‭ ‬ الرفض‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬وكذلك‭ ‬رفضته‭ ‬الجزائر‭ ‬أيضاً،‭ ‬وهى‭ ‬العضو‭ ‬العربى‭ ‬الوحيد‭ ‬بالمجلس‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬غير‭ ‬الدائمين‭ ‬فى‭ ‬دورته‭ ‬الحالية‭.‬

أسباب‭ ‬الرفض‭ ‬كما‭ ‬أعلنتها‭ ‬الدول‭ ‬المعترضة،‭ ‬هى‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القرار‭ ‬الأمريكى‭ ‬لم‭ ‬يتضمن‭ ‬طلباً‭ ‬أو‭ ‬دعوة‭ ‬واضحة‭ ‬وقوية‭ ‬لوقف‭ ‬فورى‭ ‬ومستدام‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬فى‭ ‬غزة،‭...‬،‭ ‬ولكنه‭ ‬تضمن‭ ‬مجرد‭ ‬تعريف‭ ‬بضرورة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬استمراراً‭ ‬للخداع‭ ‬الأمريكى‭ ‬المألوف‭ ‬وكسب‭ ‬الوقت‭.‬

كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يتضمن‭ ‬أيضاً‭ ‬رفضاً‭ ‬واضحاً‭ ‬لقيام‭ ‬إسرائيل‭ ‬باجتياح‭ ‬رفح،‭ ‬كى‭ ‬يمنع‭ ‬هذا‭ ‬الاقتحام،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬يعطى‭ ‬لإسرائيل‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬لفعل‭ ‬ذلك‭.‬

ويرى‭ ‬المراقبون‭ ‬والمتابعون‭ ‬للنهج‭ ‬والسياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬الوقف‭ ‬الفورى‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬ووقف‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭...‬،‭ ‬وإلا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬اعترضت‭ ‬على‭ ‬حزمة‭ ‬مشروعات‭ ‬القرارات‭ ‬التى‭ ‬قدمت‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬تطالب‭ ‬وتنص‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ورفضتها‭ ‬أمريكا‭ ‬جميعاً‭.‬

ولكن‭ ‬ما‭ ‬يهمها‭ ‬هو‭ ‬إعطاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬الفرصة‭ ‬كاملة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬المعلنة‭ ‬وأيضاً‭ ‬غير‭ ‬المعلنة‭ ‬من‭ ‬الحرب،‭...‬،‭ ‬وفى‭ ‬مقدمتها‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭ ‬فى‭ ‬غزة،‭ ‬سواء‭ ‬بالقتل‭ ‬بالقنابل‭ ‬والصواريخ‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أو‭ ‬القتل‭ ‬جوعاً،‭ ‬أو‭ ‬التهجير‭ ‬القسرى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حولت‭ ‬القطاع‭ ‬إلى‭ ‬خرابة‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬للحياة‭.‬

ويرون‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تحاول‭ ‬الآن‭ ‬تحسين‭ ‬صورتها‭ ‬وصورة‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬التى‭ ‬تضررت‭ ‬كثيراً‭ ‬جراء‭ ‬المذابح‭ ‬الجارية‭ ‬فى‭ ‬غزة،‭...‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬بالسلب‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬القادمة‭ ‬بعد‭ ‬بضعة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الآن‭.‬