شريف سلامة: «كامل العدد» يلقى الضوء على أزمات الجيل الجديد

شريف سلامة
شريف سلامة

حوار : أحمد سعيد

«شريف سلامة» أو«أحمد مختار» في مسلسل كامل العدد وجهان لعملة واحدة، روح الأبوة وتحمل المسئولية هما الرابط الأساسي بينهما، كلاهما يحاولان مواجهة الحياة والتغيرات التى طرأت عليها، ولكن كل منهما له طريقته الخاصة وأسلوبه في مواجهة هذه الصعاب، بين هذا وذاك خيط رفيع ارتكز عليه سلامة لتقديم شخصية أحمد فى المسلسل الذى يعرض حاليا، والذى يعد جزءا جديدا من المسلسل الذى عرض العام الماضي، ويواجه سلامة تحديات جديدة هذا الموسم مع أسرته وزوجته دينا الشربيني، وهو ما يكشف عنه، كما يتحدث عن مشهد الراحل مصطفى درويش، وعلاقته بالأولاد وكيفية التعامل معهم.

■ شخصية أحمد مختار لاقت ردود فعل متباينة كيف وجدت هذا الأمر ؟

- لم أكن أتوقع رد فعل الجمهور، ومدى تفاعلهم الإيجابى مع مسلسل «كامل العدد  1»، وكذلك شخصية «أحمد مختار»حيث نالت استحسان الجمهور، وأرى أن السبب فى ذلك أن الشخصية قريبة من كل بيت، وهى شخصية من لحم ودم، لا يشعر المشاهد عند مشاهدتها على الشاشة بأى حواجز بينه والشخصية، فضلا عن القضايا التى يطرحها العمل هذا الموسم، والتى اندمج معها الجمهور، وهو ما ساهم فى نجاح العمل.

■ ما السبب في تسمية الموسم الجديد من المسلسل بـ «كامل العدد 1» ؟

- الهدف من هذا الاسم الخروج من فخ التقليدية، فضلا عن أن الموسم الأول كان يحتوى على 7 أولاد، وتم إضافة طفل ثامن فى الموسم الجديد ليكون   1، ومن هنا جاء اسم «كامل العدد  1»، وتتطور الأحداث والشخصيات فى العائلة بسبب قدوم هذا الطفل الذى يقلب موازين البيت، ويتسبب هذا الطفل فى تغيير شامل من جانب الأم والتى تركز فى تفاصيله وتهتم به كثيرا.
 

■ هل كانت مناقشة المسلسل لقضايا تمس الجمهور سببا رئيسيا فى موافقتك على تقديم جزء ثان ؟
- مضمون العمل الفنى، والقضايا التى نطرحها مثل المراهقة والتطورات التى يشهدها الجيل الجديد، حيث أن العمل يسلط الضوء على أزمات الجيل الجديد، وكان سببا فى موافقتى للمشاركة فى العمل، ولكن أيضا ثقتى فى نجاح الجزء الثانى، والتى استمدتها من نجاح الجزء الأول الذى عرض العام الماضى كان سببا رئيسيا فى موافقتى بالاستمرار فى العمل، وتقديم شخصية «أحمد مختار»، فضلا عن وجود عناصر النجاح التى تتوافر فى هذا العمل، وهى فريق عمل المسلسل سواء أمام الكاميرا أو خلفها.
 

■ هل وجدت صعوبة فى التعامل مع الأطفال الثمانية ؟
- لم أجد صعوبة فى التعامل مع هذا الكم من الأولاد فى هذا العمل، وأرى أن السبب فى تذليل هذه المصاعب هو المخرج خالد الحلفاوى الذى تعامل معهم بشكل عميق، وكان حريصا على تدريبهم وتجهيزهم قبل كل مشهد أثناء التصوير، وحتى خارج لوكيشن التصوير حتى أصبح هناك علاقة حب ومودة بينهم، فضلا عن أننا جلسنا جميعا أثناء التحضيرات للعمل، ساهم ذلك فى التوافق بيننا، وخلق حالة من الكيمياء حتى  شعرنا أننا أسرة واحدة بالفعل.
 

■ ما الذى يشبه شخصية شريف سلامة بـ «أحمد مختار» ؟
- هناك كثير من المواصفات التى تجمعنى بشخصيتى فى المسلسل، منها الوضوح وعدم اللف والدوران، والصبر والتحمل، ومراعاة أن الزوج عليه مسئوليات تجاه أسرته مهمة جدا، ويحاول دائما أن ينفذها كل منهما بطريقته الخاصة، خاصة أن العمل يقدم دراما اجتماعية وعائلية تشبه حياة كل شخص منا، وبالتالى هناك تغيرات وتطورات تحدث فى الشخصيات مع تقدم أعمارهم، ودخولهم عوالم مختلفة وحدوث مشكلات جديدة كالحياة الطبيعية.
 

■ هل أنت مع مدرسة أن الممثل يقدم شخصية قريبة من شخصيته ؟
- لست مع الجانبين، أرى أن الممثل الجيد يستطيع ان يقدم كل الأدوار باحترافية شديدة، وليس هناك شخصية تشبه شخصيتى فى الحقيقة لدرجة كبيرة جدا، أمر مستحيل تحقيقه، وبالتالى أتصور أن من الأفضل للممثل أن يقدم أدوارا متنوعة ومختلفة، وأن يكون له بصمته الخاصة على الشخصية.      
 

■ هل شريف سلامة أثر بشكل عام فى شخصية أحمد مختار أم العكس ؟
- أتصور أننى أثرت فى شخصيتى بالعمل لأن شريف مع أسرته يتعامل بنفس النهج الذى يتعامل به أحمد مختار، وأنا أحب أسرتى كثيرا، كما أن هذا الدور منحنى فرصة خروج احساس الأبوة فى المسلسل.
 

■ كيف تعاملت مع مشهد زيارتك لقبر»عمر»أو الراحل مصطفى درويش ؟
- أراه من أصعب المشاهد التى قمت بتصويرها، وبرغم من علاقتنا القصيرة التى جمعتنا معا إلا أنه أثر كثيرا بداخلى، فهو من الممثلين الذين كانوا يمتلكون بقدرات فنية هائلة، وفى نفس القوت على المستوى الإنسانى كان شخصية راقية وتتعامل بكل ود وحب مع الجميع، وأعتبر أن مشهد زيارتى إلى قبر الشخصية التى كان يقدمها مصطفى درويش كان مليئا بالمشاعر الحقيقية وليس مجرد أداء تمثيلى.
 

■ «أحمد مختار»يتعامل مع أولاده بنوع من الشدة فهل شريف كذلك مع أسرته ؟

- أرى أن أفضل شىء فى التعامل مع الأولاد أن يقوم الأب بدوره ويصادقهم، حتى يكسب ودهم، وذلك مع بعض الحزم، وليست الشدة أو القسوة، وأننى أتعامل مع أولادى بهذه الطريقة، وهناك حالة من الشفافية والوضوح بيننا.    
 

■ هل كانت هناك مشاهد صعبة أخرى واجهتها فى المسلسل ؟
- ليس هناك مشاهد صعبة، لأننا كنا نشعر بتقديم عمل أقرب الى الواقع وحقيقى للجمهور، وهذا منحنا حالة من الهدوء فى تنفيذ العمل بشكل جيد، وكان التصوير سلسا وبسيطا والأجواء رائعة بين جميع عناصر العمل.  
 

■ كيف ترى مبرره فى خيانة زوجته بأنها عزفت عن الاهتمام به وأصبحت تهتم أكثر بطفلها الثامن ؟
- أنا ضد الخيانة بشكل عام، وأرى أن موقف أحمد من خيانة زوجته أمر غير مقبول بالنسبة لى، وكان تصرفا غير مدروس بشكل جيد من جانب شخصية «أحمد مختار»، أرى أن أفضل حل لهذا الأمر أن يتحدث الزوجان معا حتى يقفا على الأزمات التى تسببت فى توتر العلاقة حتى يتم إذابتها بسهولة ويسر.
 

■ كيف ترى التعامل مع دينا الشربينى والمخرج خالد الحلفاوى ؟
- سعدت كثيرا بالعمل معهما، دينا من الشخصيات التى تضفى حالة من البهجة والمرح فى اللوكيشن، وهى من الشخصيات الرائعة على المستوى الشخصى، وأما على المستوى المهنى فهى تمتلك قدارت تمثيلية رائعة، وتهتم بكافة التفاصيل فى العمل، وتحرص على نجاح كافة عناصر العمل الفنى، أما المخرج خالد الحلفاوى، فهو من المخرجين الذى يمتلكون قدرات فنية هائلة، ويهتم بكل التفاصيل، ويحرص على استفزاز الممثل من أجل تقديم أقصى جهد لديه.
 

■ قدمت الصعيدى بمسلسل «العودة» وتقدم حاليا رب أسرة فهل تحرص على التنوع باستمرار ؟
- أتمنى أن يلاحظ الجمهور هذا الأمر، لأننى حريص جدا على فكرة التنوع فى اختيار الأدوار التى أقدمها، ويمكن أن أرفض كثيرا من الأعمال لهذا السبب، خاصة أنى أحرص على تقديم موهبتى، وأحفر خطوطا عميقة مع الجمهور، حتى يقدر ما أفعله، وهذا هدفى من البداية منذ أن خطوت أولى خطواتى بعالم الفن، وكنت حريصا على أن أقدم جميع الأدوار سواء إيجابية أو سلبية، وحتى الأدوار التى لم يتوقعنى فيها الجمهور أو صناع العمل الفنى، وهو ما حدث معى على سبيل المثال فى مسلسل «فاتن أمل حربى»، حيث دخل المخرج ماندو العدل فى نقاش حاد مع المنتج جمال العدل لتقديم شخصية «سيف الدندراوى»، وكان المنتج يرى أنى غير مناسب للشخصية الشريرة، ولكن ماندو العدل كان مقتنعا بقدراتى، وكان رهانا بالنسبة لى، هذا الطريق ملىء بالصعوبات أكثر ولكن سأظل على مبدئى.
 

■ ماذا عن أعمالك القادمة ؟
- أقوم حاليا بتصوير فيلم جديد بعنوان «أسد الأسود» مع المخرج محمد دياب، والذى أشارك فيه بدور جديد ومختلف عن الأعمال السابقة.