من الرياض إلى القاهرة..

بلينكن يبحث عن مخرج لأزمة غزة في زيارته السادسة للشرق الأوسط

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن

بينما يستمر العدوان الإسرائيلي الدموي على قطاع غزة منذ أكثر من 5 أشهر على التوالي، يواصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جهوده الدبلوماسية المكثفة في محاولة يائسة لإنهاء هذه الحرب المدمرة. في جولته السادسة للشرق الأوسط منذ اندلاع القتال، يسعى بلينكن لإحياء المفاوضات واستئناف المحادثات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن المحتجزين لدى الطرفين.

 

جولة بلينكن السادسة

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى جدة السعودية، في أولى محطات جولته السادسة للشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر الماضي. ومن المقرر أن يبحث بلينكن مع المسؤولين السعوديين جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين الجانبين المتحاربين.

وتستأنف في قطر هذا الأسبوع المحادثات الرامية إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس، بعد مفاوضات سابقة صعبة لم تسفر عن نتيجة. وتأمل واشنطن في أن تسهم هذه الجولة من المباحثات في تخفيف الأزمة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة المحاصر.

 

بلينكن يبحث ترتيبات ما بعد الحرب في القاهرة

وتوجه بلينكن في محطته الثانية بعد ذلك إلى القاهرة لبحث ترتيبات الحكم والأمن وإعادة إعمار غزة في مرحلة ما بعد الصراع الحالي، وأكد الوزير الأميركي أن الولايات المتحدة ستواصل المحادثات مع شركائها العرب بشأن مستقبل المنطقة وآفاق "سلام إقليمي دائم".

 

 

الجولة الخامسة: محاولة لاستئناف المفاوضات وإنقاذ المدنيين 

أجرى بلينكن في فبراير الماضي جولة خامسة للشرق الأوسط شملت السعودية ومصر وقطر وإسرائيل والضفة الغربية، في محاولة جديدة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين بوساطة مصرية قطرية.

جرى خلالها وضع مسودة اتفاق هدنة جديد ينص على وقف إطلاق النار لـ6 أسابيع مقابل إطلاق حماس سراح الرهائن المحتجزين لديها.

 

تحديات أمام الجهود الأميركية

واجهت جهود بلينكن تحديات جمة، إذ جاءت زيارته في لحظة حساسة للغاية تزامنت مع تصعيد عسكري أميركي ضد حلفاء إيران في المنطقة ردًا على هجوم أودى بحياة 3 جنود أميركيين. كما تفاقمت الأزمة الإنسانية لدرجة حذرت معها الأونروا من كارثة وشيكة إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة.

 

4 زيارات سابقة دون تقدم ملموس

سبقت الجولة الخامسة لبلينكن 4 زيارات أخرى للمنطقة منذ اندلاع الأزمة لم تحقق أي تقدم يذكر. فقد أكد خلال زيارته الأولى في أكتوبر 2023 تضامن واشنطن مع إسرائيل فقط. أما الثانية في نوفمبر فكانت لفهم وجهات النظر الإقليمية. والثالثة في ديسمبر ركزت على المساعدات الإنسانية دون جدوى.

 

تصاعد التوتر بين واشنطن وتل أبيب

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بعض التوتر خلال زيارة بلينكن، على خلفية تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير انتقد فيها موقف الرئيس بايدن من الأزمة.

قال بن غفير في تصريحاته "بدلاً من تقديم دعمه الكامل لإسرائيل، ينشغل بايدن في تقديم المساعدات الإنسانية والوقود لغزة التي تذهب لحماس". وجاءت هذه التصريحات المثيرة للجدل بعد فرض واشنطن عقوبات على مستوطنين إسرائيليين متطرفين.

 

احتجاجات في تل أبيب تطالب برحيل نتنياهو

في ظل هذه الخلافات، تواصلت التظاهرات المطالبة برحيل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب، غاضبة من معاملة حكومته للرهائن المحتجزين في غزة ومطالبة بإجراء انتخابات مبكرة.

زادت جهود بلينكن صعوبة مع تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة بعد أكثر من 3 أشهر من القصف المستمر. إذ يواجه سكان القطاع نقصاً حاداً في المياه والكهرباء والرعاية الصحية، وهو ما دفع الأونروا لتحذير من كارثة وشيكة.

 

عقبات أمام وقف إطلاق نار شامل

رغم المساعي الحثيثة لبلينكن، لا تزال هناك عقبات كبيرة أمام التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل ودائم بين الجانبين. فبينما تصر إسرائيل على ضمانات بعدم استئناف المقاومة الفلسطينية لأعمال المقاومة، تطالب حماس برفع الحصار المفروض على غزة تماماً.

أعرب محللون عن مخاوفهم من احتمال استمرار تدهور الأوضاع في حال فشلت جهود بلينكن الجارية، خصوصاً مع بوادر زيادة التصعيد العسكري في المنطقة. ودعا خبراء إلى ضرورة التوصل لحل سياسي شامل يلبي مطالب الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعة.

 

الحصيلة الكارثية للعدوان على غزة

استمر العدوان الإسرائيلي على غزة لأكثر من 5 أشهر منذ اندلاعه، مخلفًا حصيلة كارثية من الشهداء والجرحى المدنيين. فقد بلغ عدد الشهداء حتى نهاية فبراير الماضي 27,365 شهيدًا بينهم الكثير من النساء والأطفال، فيما أصيب 66,630 آخرين.