صباح الجمعة..

أرمنيوس المنياوي يكتب: دعوة الدكتور حسام لطفي

أرمنيوس المنياوي
أرمنيوس المنياوي


 أصبحت مهووس بالملكية الفكرية فهي كنز كبير لم تستفد منه مصر ولا الدول العربية منه حتى الٱن.

أمس الخميس كنت في زيارة المستشار القانوني حسام لطفي أستاذ القانون المدني بجامعة بني سويف والمستشار القانوني  للإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية الذي  أبهرني بحديثه لي عن حدوتة الملكية الفكرية والتي لم نستفد منها حتى الٱن مثلما بدأت كلامي  لا مصر ولا الدول عربية أستفدنا من تلك المنظومة كما يجب حتى الٱن رغم أننا نملك أننا نفعل ذلك، بل ونكون رائدين.

 وجه المستشار القانوني حسام لطفي  لوما شديدا على عدم فاعلية القوانين المنظمة لحماية حقوق الملكية الفكرية، وقال وإن كنا في حاجة إلى تشريعات جديدة في هذا الشأن،  لأن سارق الملكية الفكرية لايقل إجراما عن سارق الأموال من وجهة نظره 

وقال المستشار القانوني حسام لطفي أن الإتحاد العربي للملكية الفكرية،  أمامه فرصة ذهبية للقيام بهذا الدور وعلى حكومات الدول العربية أن تقف بجانبه وتساعده لوجستيا و ماديا، وأن الإتحاد قادر بما يضمه من قيادات ممثلة لدولة عربية عديدة وهم جادين  في تطبيق في نشر كيفية حماية الملكية الفكرية وأن  يكون للإتحاد دورا ملموسا وسوف يحقق نجاحا منقطع النظير خلال سنوات قليلة  ويجب عليه أن يفعل ذلك بالعمل مع كافة أصحاب العلامات التجارية ونشر الوعي وثقافة هذا الفكر بين كافة المواطنين من خلال ندوات ومؤتمرات وورش عمل ودورات تدريبية على أعلى مستوى وإعلام مكثف والفرصة أمامه.

 وأتصور أن الدولة العربية وتحديدا الحكومات والوزارات المعنية عليها دورا مهما في تفعيل دور الإتحاد العربي ليكون مظلة قوية في حماية إقتصاديات المنطقة العربية من قرصنة العلامات التجارية ولاسيما في ظل التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات والذكاء الإصطناعي وأن مصر جادة أيضا في هذا الشأن وإن كنا ننتظر تفعيل الجهاز المصري للملكية الفكرية الذي شرع من أجله القانون رقم 163 لسنة 2023 وسوف سيكون بمثابة آلية تشريعية وطنية جديدة نحو تطبيق استراتيجية السياسة التشريعية للملكية الفكرية، تلك الاستراتيجية التي بدأت فلسفتها في التجلي بصدور قانون حماية حقوق الملكية الفكرية بموجب القانون رقم 82 لسنة 2002.

وإن الإتحاد العربي لحماية الملكية الفكرية من الممكن أن يتعاظم دوره من خلال حركة القطاع الخاص وتنظيم المسابقات وعمل جوائز تحفيزية للشخصيات المؤثرة في هذا المجال ودعم وتبني الشباب المبدع  والإتحاد قادر على فعل ذلك وقادر على  إيجاد محتوى عربي يمكن من خلاله إستثماره خارجيا ليعود بالنفع العام على الدول العربية ككل، وبالمناسبة والكلام للدكتور حسام فإن الملكية الفكرية لا تقتصر على الشعر والموسيقي والافلام والأدب والقصة فقط بل تمتد إلى وجود حقوق مجاورة لحقوق المؤلف نفسه وهي تمثل ثلاث فئات مثل منتج التسجيل الصوتي وله مدة معينة تصل إلى عشرين سنة  وهيئات البث الإذاعي ولها خمسين سنة على ماتبثه والفنان الإدائي له خمسين سنة على أدائه وأن المصريين القدماء كانوا أول من دافعوا عن حقوق المؤلف والبرديات تظهر ذلك بشكل واضح وأن العرب زمان كانوا يقولون سارق الفكر تقطع يده لكن بكل أسف في الأونة الأخيرة لم يصل مستوي تجريم سارق الفكر لمستوي سارق الأموال بسبب الثقافة السائدة في بعض المجتمعات العربية كأن يقول بدلا ما يسرق وينهب يسرق محتوى أو أقوال غيره وكأن الأخير ليس سرقة أو جريمة ترتكب

والحمد لله والكلام المستشار القانوني حسام لطفي فأن وجود إتحادات دولية مثل إتحاد باريس في مجال الملكية الصناعية وإتحادات إقليمية مثل الإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية وكيانات وطنية مثل الجهاز المصري الذي أشرت إليه سلفا، هذه الكيانات تعطي البنية التحتية لحماية قوية جدا وإن كانت حتى الٱن تحتاج إلى أدوات تفعيل مثل الجهاز المصري الذي  لم يشكل له مجلس إدارة حتى الٱن.

والسعودية بدأت تعمل في هذا المجال  ولكنها مازالت حديثة العهد والبحرين تشكل حاليا هيئة لإدارة حقوق المؤلف والإمارات حتى ولو لم يكن لديهم هيئة لكنهم بدأوا يعطوا هذا الموضوع إهتماما كبيرا من خلال وزارتي الثقافة والإعلام، بالإصافة إلى وجود جمعية الإمارات وجمعية البحرين وهما يقومان بدور كبير ولكن تبقي كلها جهود أهلية وإن ما يهمنا خلال المرحلة القادمة أن تكون هناك جهات حكومية  لها قوة السلطة العامة لكي تطبق القوانين بصرامة وحسم ونفاذ ومثلما ذكرت فأن الإتحاد العربي يمتلك فرصة ذهبية أنه يقدر يحرث في الأرض العربية المهيأ الٱن لقبول الملكية الفكرية كعنصر من عناصر الثروة القومية وكعنصر من عناصر الدخل وكعنصر من عناصر تنمية الشخصية العربية لو أننا كأتحاد أشتغلنا بتركيز على هذا الكلام وبدأنا بدورات توعية لأفراد الشعب العاديين والأطفال وبدأنا نعمل على كتب بسيطة لتبسيط المفاهيم وتفرض هذه الكتب وتدرس في البلاد العربية ويكون لدينا إمكانيات لتدريب رجال الشرطة والقضاة ورجال النيابة العامة والمؤلفين والملحنين والناشرين على هذه الحقوق اعتقد سيكون هناك نهضة قوية جدا ولاسيما وأن مثل هذا الإتحاد لن يكون لديه بيروقراطية القطاع الحكومي، بل لديه ٱليات القطاع الخاص في التحرك وهذا الأمر بكل تأكيد سيحتاج دعم من الحكومات العربية وتفهم دوره لوجوده تحت مظلة الوحدة الأقتصادية والجامعة العربية مما يعطيه المصداقية في العمل وأيضا لابد من تفعيل دور الإتحاد من خلال جوائز تقدم سنويا لأحسن كتاب ومسابقات تنظم برعاية الإتحاد العربي للمبدعين وورش عمل لرعاية المواهب الجديدة ويكون هناك دخل قوي لدعم شباب المبدعين ورعايتهم وهذا دور أتصور أن الإتحاد العربي قادر أن يلعبه بالتعاون مع الحكومات والجمعيات الأهلية  والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية الموجودة في الدول العربية والتعاون مع المبدعين كأتحاد في كل المجالات كل ذلك سوف يكشف لنا عن كنز ثمين في الدول العربية لم يكشف بعد ويعود بدور الإتحاد العربي كرائدا بعد أن  كان دوره في الماضي قاصرا على الدورات التدريبية ولكن في المرحلة الجديدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى بعد أن أصبح له مقر ومجلس إدارة من شخصيات ذات شأن عال في هذا المجال، قادرة على أداء دورا أكثر فعالية وله عمالة دائمة ولديه مستشار قانوني ومستشار إعلامي وٱخر لقطاع التدريب والتأهيل وعمل أكاديمية في هذا الإطار وأعتقد أن هذه المنظومة لو تم رعايتها بصورة قوية لمدة 24 شهرا سوف يكون لدينا كيان عملاق برعاية من المنظمات الدولية لكي تشجعه وتحفزه.

هذه دعوة من الدكتور حسام لطفي أستاذ القانون المدني لتفعيل منظومة مهمة في أقتصاديات الدولة العربية من أجل الإسراع بعودة الرعاية الكاملة لمنظومة حقوق الملكية الفكرية كأخد روافد رفع الشأن العربي ويكون لدينا محتوي عربي لايقل عما هو موجود في الدول الغربية والولايات المتحدة ولعل ما لا يعرفه البعض أن محتوى معين هو من  قاد أمريكا بأن تكون مهيمن على الأقتصاد العالمي أبان رئاسة  بيل كلينتون لها.

أتصور ما قاله الدكتور حسام لطفي في هذا الإطار  يلقي بالكرة في ملعب الحكومات العربية وجامعة الدول العربية وكيان كبيرا ولد عملاقا هو الإتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية والمنظمات والمؤسسات الغير حكومية لكي تبلغ تلك المنظومة ما نأمله في المرحلة القادمة لكي تحقق الإستفادة الإقتصادية والريادة المنشودة لها.