عادات مرفوضة ..الانفعال والعصبية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يعانى بعض الأشخاص من الانفعال والعصبية خلال ساعات الصيام ويلاحظ زيادة فى معدلات الغضب، والتشاجر بين الناس فى شهر رمضان المبارك، لدرجة قد تجعلهم غير قادرين على التحكم فى ردود أفعالهم.

يحدث هذا رغم أن الإسلام شدد على الصبر والأخلاق الحسنة خاصة خلال الصيام، وتشديده الدائم على أنّ اكتمال أجر الصائم لا يكون إلّا من خلال السلامة الأخلاقية للصائم امتثالًا لقول النبيّ الكريم: «وإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إنّى امرؤ صائم».

اقرأ أيضاً | انطلاق مؤتمر «الشباب قادر» تحت رعاية وزير الشباب والرياضة

الإسلام أولى أهمية فائقة لمفهوم الصبر، الذى يتحدد فى تعريفات العلماء المسلمين بحسب الراغب الأصفهانيّ بأنّ الصبر هو «حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع»، فقد وردت مشتقات الجذر «صَبَرَ» فى القرآن الكريم أكثر من مئة مرة، وتكرر الأمر بالصبر والحث عليه عشرات المرّات، ويحكى القرآن الكريم عن محبة الله للصابرين، والصبور من صـفات الله وأسـمائه الحسـنى، وللصبر علاقة وثيقة بالعبادات التى يدعو إليها الإسلام، خاصة الصيام، أحد أركان الإسلام الخمسة، وفى ذلك يقول محمد رشيد رضا فى تفسيره لمّا جاء على ذكر آية الصوم… لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.

هذا تعليل لكتابة الصيام، ببيان فائدته الكبرى وحكمته العليا، وهو أنه يعدُّ نفس الصائم لتقوى الله -تعالى- بترك شهواته الطبيعية المباحة الميسورة؛ امتثالاً لأمره، واحتسابًا للأجر عنده، فتربَّى بذلك إرادته على مَلكة ترك الشهوات المحرَّمة، والصبر عنها، فيكون اجتنابها أيسر عليه، وتَقوى على النهوض بالطاعات والمصالح، والاصطبار عليها، فيكون الثبات أهون عليه؛ ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم- :«الصيام نصف الصبر»، وقال سفيان بن عيينة: «الصوم هو الصبر، يصبر الإنسان على الطعام والشراب والنكاح، ثم قرأ: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)».