قريباً من السياسة

الحرب فى ظل السلام

محمد الشماع
محمد الشماع

فى العاشر من رمضان منذ واحد وخمسين عاماً حققت قواتنا المسلحة نصراً عزيزاً دفعنا فيه العدو إلى ما وراء حدودنا الشرقية وطهرت الأرض المصرية المقدسة واستعادت العزة والكرامة لمصر والأمة العربية وتتزامن هذه الذكرى هذا العام مع مرور أحد عشر عاما على قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى مصر حققنا فيها من الوحدة والتماسك الوطنى ما فشلت فى تمزيقه أو إضعافه كل محاولات التطرف والإرهاب بفضل حكمة الوطن شعباً وقيادة وجهود وتضحيات رجال القوات المسلحة لحماية مصر وصون مقدساتها..

فقد حاربنا فى اتجاه العدو حينما كانت الحرب ضرورة.. وفاوضنا وسالمنا حينما كان السلام خياراً.

وفى كل ذلك كان هناك إجماع وطنى وكأنما كان الرئيس عبد الفتاح السيسى هو الرجل الذى يدخره الوطن لمثل تلك المواقف وقد استدعاه الوطن حينما عهد إليه بمسئولية القيادة بإجماع وطنى نادر بقدر ثقل المهمة وجسامة المسئولية.

استطاع الرئيس السيسى كسر جدار العزلة على مصر معيداً لمصر حجمها التاريخى كدولة قائدة لأمتها العربية متحاشياً فى مناسبات عديدة فرص الاختلاف والمقاطعة عن هذه الدولة أو تلك حرصاً على وحدة الصف العربى ومصالح الأمة العربية التى تضررت كثيراً فى سنوات الفرقة والاختلاف، ولم يكن من المعقول أن يبدأ الرئيس بجمع الصف العربى ويتجاهل وحدة الصف المصرى وجبهته الداخلية.

وعلى صعيد علاقات مصر الخارجية استطاع الرئيس السيسى أن يحفظ استقلال القرار المصرى ويتجنب سياسة الأحلاف، فى عالم جديد انتهت فيه الثنائية القطبية، لكن الدبلوماسية المصرية التى تجنبت الصدام تجنبت أيضا الانحياز، واضعة فى اعتبارها مصالح مصر أولاً ومصالح الأمة العربية ثانيا.

واقتصادياً استطاعت مصر جدولة ديونها بعد أن اطمأن المجتمع الدولى إلى استقرار الأوضاع فى مصر، لأن الدول والمنظمات الدولية العالمية لا تقدم الصدقات وإنما تتعامل مع اقتصاد جيد ومطمئن إلى قدرة البلاد على الوفاء بالتزاماتها.