فرقة « فور إم » جمعت عائلة أبوعوف

فرقة « فور إم »
فرقة « فور إم »

ندى‭ ‬محسن

عندما نتحدث عن أشهر العائلات الموسيقية لابد أن نذكر عائلة الفنان الكبير الراحل عزت أبو عوف، الذي بدأ مشواره الفني من خلال مجال الموسيقى والغناء، حيث قاده شغفه بتعلم العزف على آلة البيانو منذ عمر الـ 9 سنوات، وهو ما أهله للانضمام كعضوًا في فرقتي “بلاك كوتس”، و “لو بتي شاه” اللتان حققتا نجاحًا كبيرًا في ستينيات القرن الماضي، لكن بعد تفكك الفرقتين لأسباب مختلفة، فَكر أبو عوف بتأسيس فرقته الموسيقية الخاصة، والتي ضمت شقيقاته الأربعة، منى، مها، منال وميرفت، وعُرفت باسم “فور إم -4M نسبة إلى أسماء شقيقاته.

انطلقت الفرقة في نهاية سبعينيات القرن الماضي، وتميزت بتقديم الأغنيات التراثية المصرية القديمة بصياغة وتوزيع موسيقي جديد وعصري يتناسب مع فكر ومنهج جيل الشباب آنذاك، وقد نجح أبو عوف مع شقيقاته في تحقيق هدفه من إنشاء الفرقة بتعريف جيل الشباب بالتراث الموسيقي المصري، واجتذابهم إلى سماع الألحان والمقامات الشرقية بما يتماشى مع ذوقهم في هذه المرحلة، وذلك بعد أن سيطرت الأغنية الغربية على أسماع الشباب في تلك الفترة، خاصة مع الانتشار الواسع الذي حققته فرقتي “بلاك كوتس”، و”لو بتي شاه”. 

واستطاعت فرقة “فور إم” أن تُحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا على مستوى الوطن العربي بالأسلوب والفكر الذي اتبعه أبو عوف، حتى أصبحت أحد أشهر الفرق الموسيقية التي ذاع صيتها في ذلك التوقيت، بعد أن قدمت عددًا من الألبومات الغنائية الناجحة منها “ليالي زمان، متغربين، الليلة الكبيرة، خلي الستارة، جنون الديسكو، من نظرة ومن إشارة، دبدوبة التخينة، مغنواتي، لا عاجبك كده ولا كده”، ولعل أشهر وأبرز الأعمال الغنائية للفرقة أوبريت “الليلة الكبيرة” الذي أعادوا تقديمه من كلمات صلاح جاهين، وألحان سيد مكاوي، وأصبح رمزًا للفرقة، أيضًا من أشهر أغنيات الفرقة “قولي ولا تخبيش يا زين، جنون الديسكو، التوبة”، وأغنيتي “سلطان زماني، ومتغربين” اللتان قدمهما المطرب محمد فؤاد مع الفرقة بعد انضمامه لها عام 1982.

ووراء تأسيس وانطلاق الفرقة العديد من الكواليس، فقد لعبت الصدفة دورها في تكوين الفرقة بعدما استعان أبو عوف بأصوات شقيقاته أثناء تحضيره للموسيقى التصويرية لمسلسل “حكاية ميزو” من بطولة سمير غانم وإسعاد يونس، وكان يبحث وقتها عن أصوات نسائية بينها تناغم وتناسق، فاقترحت والدته عليه أن يستعين بشقيقاته، ونجح الأمر ووجد في أصواتهن ما يُبشر بالقبول، لذا اقترح عليهن تأسيس فرقة “فور إم”، والذي أوضح فيما بعد أنها بديلة عن فرقة “بلاك أند وايت” والتي كان سيقوم بتأسيسها مع الفنان الراحل طلعت زين، لكن الفكرة لم تكتمل بسبب سفر زين.

ورغم أن عزت وَرَثَ حُب الموسيقى من والده الموسيقار الراحل أحمد شفيق أبو عوف، إلا أنه أول مَن عارض أبناءه على دخول مجال الغناء، ولم يقتنع بالفكرة أبدًا، ويرجع ذلك إلى أصوله الصعيدية، ووصل الأمر إلى مقاطعته لأبناءه مع إصرارهم على استكمال مشوار الفرقة، لكنه تقبل الأمر وتفهمه بعدما حققت الفرقة نجاحًا جماهيريًا كبيرًا على مستوى الوطن العربي، وتمت المصالحة بينهما بعد اعتذار أبناءه وتوضيح موقفهم له، وانقلب بعدها من معارض لهم إلى مشجع كبير على الاستمرار والنجاح، ولعل التناغم والترابط الأسري الواضح بين عزت وشقيقاته كان سببًا رئيسيًا في النجاح الكبير الذي حققته الفرقة آنذاك.

وتولى عزت أبو عوف مسئولية تلحين جميع أغنيات الفرقة، لكنه لم يستغل موهبته في التلحين إلا فيما يُخدم الفرقة وأعضائها، فلم يُلحن لفنانين آخرين باستثناء أغنية “لحظة مُمكنة” التي قدمها مع المطرب الكبير علي الحجار في أوائل ثمانينيات القرن الماضي.

واستمر نشاط الفرقة لمدة 12 عامًا، قبل أن تتفكك في بداية التسعينيات بسبب اختلاف الظروف الشخصية لأعضاء الفرقة بعد زواج منى ومنال، وانشغالهن بحياتهن الزوجية، وتوجه مها وعزت للتمثيل، في حين فضلت ميرفت الحياة الأكاديمية واتجهت لتدريس الإعلام.

اقرأ  أيضا : في ذكرى ميلاد «مها أبو عوف».. سر فقدان جنينها من عمر خورشيد

;