إنها مصر

وحدة الصف الفلسطينى

كرم جبر
كرم جبر

الأحداث الدامية فى غزة تحتم وحدة الصف، وأن يكون لفتح وحماس والفصائل الفلسطينية ،عدو واحد مشترك هو إسرائيل، حتى تنتهى المعاناة ويبزغ فى الأفق أمل جديد بإقامة الدولة الفلسطينية، فى ظل التأييد الدولى الكبير لتحقيق السلام.

إسرائيل هى المستفيد من الخلاف بين فتح وحماس، وتلعب دائما على أوتار الفتنة والوقيعة، ولن يكون فى صالحها وحدة الصف الفلسطيني، وتزعم طوال الوقت أنها لا تجد من تتفاوض معه.

القضية الفلسطينية تمر الآن بأخطر منحنى فى تاريخها، فى ظل إصرار إسرائيل على التهجير القسري، وتفريغ غزة من سكانها، وتنفيذ نظام أمنى جديد يتيح لها السيطرة العسكرية الدائمة على الضفة الغربية وغزة.

وإسرائيل لها هدف ثابت هو القضاء على حماس وتقطيع غزة إلى مناطق منعزلة يُسهل السيطرة عليها، وبعد ذلك تنتقل إلى تطبيق نفس النموذج فى الضفة الغربية، والأمر يتطلب موقفا فلسطينيا واحدا للتصدى للمؤامرة الكبرى.

والرأى العام فى إسرائيل أصبح مُخضباً بالدماء، ولا تسمع صوتاً للسلام، وإنما صراخ المهاويس بالقضاء على الفلسطينيين ومحوهم من الوجود، واغتروا بالقوة الغاشمة فى غزة ويعتبرونها الفرصة السانحة للتخلص من حماس .

وفى المقابل تبذل مصر وبعض الدول العربية جهوداً شاقة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى وإيصال المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار، وإقناع المجتمع بأن الحل الوحيد هو إقامة الدولة الفلسطينية، ووصلت الجهود إلى نقاط إيجابية كثيرة يجب استثمارها وعدم إضاعتها.

لا يجب أبداً أن تضيع قطرة دماء فلسطينية واحدة هباء، ولا أن تفلت إسرائيل بجريمتها الكبرى دون عقاب، ولن يتحقق ذلك فى ظل تشتيت الجهود واختلاف المواقف بين الإخوة الفلسطينيين وتبادل الاتهامات فى وقت لا يحتمل إلا وحدة الصف.

لن تشرق شمس الحرية على فلسطين الحزينة إلا إذا كان أبناؤها يداً واحدة، وتصوب البندقية فى رأس المغتصب القاتل الذى يحتل الأرض وينكر الحقوق المشروعة، ويتمادى فى حرب إجرامية شرسة، دون رادع من قانون أو أخلاق أو ضمير.

وحدة الصف الفلسطينى هى التى تجعل الموقف العربى قوياً وصلباً، وتحفز الأشقاء العرب على ممارسة أقصى الضغوط على الولايات المتحدة وإسرائيل، وأن مصير العلاقات معهما رهن بتسوية القضية الفلسطينية.

وحدة الصف الفلسطينى هى كلمة السر لوقف إطلاق النار ووضع نهاية للمذابح، وبداية الطريق الطويل للحل النهائى بعد وقف الحرب، وأن يتأكد الرأى العام العالمى بعدالة القضية، لأن وراءها شعبا واحدا وسلطة واحدة، وأهدافاً لا يحيدون عنها.

الدولة تسبق السلطة، والحوار الديمقراطى بين فتح وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية هو يمهد الطريق إلى إقامة الدولة، ولا سلطة دون دولة.