إنها مصر

الشخصية المصرية والغزو الثقافى!

كرم جبر
كرم جبر

من سمات الشخصية المصرية التسامح والمحبة والسلام النفسى والرضا بما قسمه الله.. لكن تغيرت بعض الملامح وظهرت سلوكيات غريبة ودخيلة، وأصبح الأخ لا يتمنى الخير لأخيه.


من سمات الشخصية المصرية المروءة والشجاعة والشهامة ومساعدة الغير، فلماذا نرى بعض الناس يتفرجون على تصرفات بشعة تحدث أمام أعينهم ولا يحركون ساكناً، هل هو الخوف أم إيثار السلامة أم «وأنا مالي»؟
وعندما يقع حادث لشخص فى الشارع، كان المارة يهرعون لمساعدته، أما الآن فنرى بعضهم يزدحمون حوله لتصويره بالموبايل، من اجل النشر على فيس بوك.
نحتاج إلى دراسات عميقة ومتأنية وواثقة، حول سمات الشخصية المصرية والتغيرات التى طرأت عليها وكيفية مواجهتها والتقليل من سلبياتها وتعظيم إيجابياتها.
لا يمكن أبداً أن أسلم أن الشخصية المصرية، يمكن أن تحتوى تحت مظلتها سائق التاكسى الذى تسبب فى مقتل حبيبة الشماع، أو الزوج الذى يذبح اولاده نكاية فى مطلقته، وغيرها من الصور التى تشكل بقعاً سوداء فى المجتمع.


وتحزن على مستقبل فتاة جامعية وتجيد اللغات الأجنبية، وتقف متهمة، لأنها أساءت استخدام وسائل التواصل الاجتماعى فى الترويج لجرائم أخلاقية.
تغيرت القيم فى السنوات الأخيرة، بفعل الرياح العاتية التى هبت على المنطقة وأخذتنا فى طريقها، واختلطت منظومة المساوئ لتنتج خليطاً من السلوكيات التى نراها ونستنكرها ونجتهد فى تفسير أسبابها.


وانتقلت أمراض العصر إلينا بنفس سرعة الإنترنت،  مع الأخذ فى الاعتبار أنها ليست ظاهرة مصرية فقط ، وتعانى منها مجتمعات كثيرة بسبب مواقع التواصل الاجتماعى، التى سهلت وسائل الاتصال.


ورغم ذلك فالشخصية المصرية ما زالت تحتضن سلوكيات أصيلة، بعيدة عن النماذج الشاذة التى تطفو على السطح، وتحدث صخباً وضجيجاً ويتناقلها الناس وكأننا كلنا كذلك، ويتم التعميم وليس وضع الحدث فى حجمه الاستثنائي.
فما زالت بيوتنا تزخر بآباء محترمين وأمهات عظيمات، فيهم ملامح الشخصية المصرية الراسخة فى الوجدان، ونرى نماذج رائعة فى التمسك بالقيم والمبادئ والمثل.


ولا يجب أبداً أن نغفل الغزو الثقافى من الخارج، فأصبحت سلبيات العالم كله فى الجهاز الصغير، الذى يلعب عليه الشاب أو الفتاة، دون وعى للخيط الرفيع أو السميك الذى يفصل بين المباح والمحظور.