انقسامات دولة الاحتلال تضفى غموضا على أفق التفاوض

غدًا.. انطلاق جولة جديدة من مفاوضات التهدئة في الدوحة

نتنياهو
نتنياهو

فضحت التطورات الميدانية والسياسية مدى عمق الانقسام بين النخبة السياسية داخل إسرائيل، فى الوقت الذى يتخبط فيه الجيش فى غزة، فلا يسيطر على أراض جديدة بسهولة ولا يستطيع حتى البقاء فيما سيطر عليه من أرض، وذلك وسط مقاومة مستمرة من مقاتلى الفصائل الفلسطينية.

وبعد رفض رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو عقد جلسة لـ«مجلس الحرب»، قرر يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلى، عقد جلسة خاصة لبحث صفقة تبادل الأسرى مع حركة «حماس» بحضور بينى جانتس، وجادى آينزكوت، عضوا مجلس الحرب على غزة، وكبار المسؤولين فى الجيش الإسرائيلى والموساد والشاباك وممثلى الوفد المفاوض.

وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية إنه من المخطط أن يجتمع بشكل وشيك مجلس الحرب الإسرائيلى لبحث صلاحيات الوفد المفاوض المتوقع أن يغادر إلى الدوحة غداًَ-الاثنين، برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع.

وقال تقرير لصحيفة «هاآرتس» العبرية أن التوصل إلى صفقة الرهائن يعتمد على إعطاء نتنياهو مجالاً للوفد الإسرائيلى للمناورة.

وقال التقرير أن رد حماس على الوسطاء فى محادثات الرهائن يفتح الباب أمام صفقة محتملة، لكن إصرار رئيس الوزراء نتنياهو على تحقيق النصر الكامل يشير إلى أنه من غير المرجح أن تظهر إسرائيل الكثير من المرونة.

وكان رد حماس يوم الخميس على اقتراح وسطاء العمل للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين فى قطاع غزة قد خلق فرصة كبيرة للتقدم والاتفاق على الصفقة.

وفى بداية المرحلة الأولى، سيتم إعلان وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع. وخلال تلك الفترة، سيكون هناك أيضًا انسحاب جزئى لقوات الجيش الإسرائيلى من قطاع غزة، ولكن ليس انسحابًا كاملاً. وسيتم الانسحاب الكامل مع تنفيذ المرحلة الثانية، مع عودة بقية الأسرى  جنود ومدنيون تقل أعمارهم عن 50 عاما  بالإضافة إلى جثث الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

وتدور أبرز نقاط الخلاف حول عدد وأهمية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، فضلا عن عودة النازحين الفلسطينيين إلى الجزء الشمالى من قطاع غزة.

وبعد تلقى هذا الرد، جاء ردان من إسرائيل. أولاً، قالت مصادر دبلوماسية مجهولة إن الصياغة تعكس بعض المرونة المتزايدة من جانب حماس، وأن هناك الآن ما يمكن الحديث عنه. وبعد أقل من ساعة أصدر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بيانا رسميا جاء فيه أن «حماس مستمرة فى التمسك بمواقفها التى لا أساس لها من الصحة». وقالت الصحيفة أنه يتعين على الجناح العاقل فى الحكومة الإسرائيلية أن يدفع باتجاه صفقة الرهائن.

من جانبه، طالب بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلى، نتنياهو بمنع وفد بلاده من المغادرة لحضور محادثات قطر. ويدعو سموتريتش بدلا من ذلك الى اتمام دخول الجيش الإسرائيلى لمدينة رفح جنوبى غزة وزيادة الضغط العسكرى على الأهالى الفلسطينيين فى القطاع، حتى يتم تدمير حركة حماس، ما يسمح بعدها باستعادة الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة فى غزة.

من جهته، اتهم الوزير الإسرائيلى المتطرف جدعون ساعر، مجلس الوزراء الإسرائيلى بـ»سوء إدارة» الحرب على غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل تخسر الحرب مع حركة حماس. وقال ساعر إنه أعطى رئيس الوزراء نتنياهو إنذارا نهائيا: «إذا لم أدخل حكومة الحرب فى غضون أيام قليلة، فسوف أستقيل».
وقال ساعر فى مقابلة مع القناة 12 الاسرائيلية «كان يجب أن ندخل معبر رفح منذ وقت طويل.. لا توجد خطة منظمة لتدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية، ولا توجد سيطرة على دخول المساعدات الإنسانية».