الشيخ محمد حسن قاعود: رمضان شهر عبادة.. ومحاربة الغلاء تكون بترتيب الأولويات فيه

الشيخ محمد حسن قاعود
الشيخ محمد حسن قاعود

من أعظم المناسبات التى يفرح بها المؤمنون شهر رمضان؛ لأنه أفضل الشهور وأكثرها بركة من صامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم وما تقدم من ذنبه، ومن حكمة الله أن يبتلى بعض عباده بنقص من الأموال والأنفس والثمرات والغلاء فكيف تواجه الأسر موجة ارتفاع الأسعار فى السلع فى هذا الشهر؟ وماذا قدمت الدولة أيضا لمكافحة هذا البلاء؟

يقول فضيلة الشيخ محمد حسن قاعود: شهر رمضان تستعد له النفوس استعدادا خاصا روحيا ومعنويا فهو شهر عبادة وصلة أرحام تلتقى فيه الأسر كعادتها على موائد الإفطار والسحور لتناول الطعام سويا، ولكن ارتفاع الأسعارأصبح يحتاج منا إلى تغيير بعض هذه العادات تمشيا مع الإمكانات المتاحة لأن هذا الشهر ليس كما يعتقد بعض الناس شهر الطعام الكثير لا شهر الامتناع الكبير، شهر تخلية لا شهر تسلية، ليس شهر إسراف وتبذير، بل شهر تدبير تزداد فيه النفوس عبادة وتقوى ومراقبة؛ حتى لا نغير حقيقة الصيام قال تعالى: (يأيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام لعلكم تتقون)، فغلاء الأسعار ظاهرة عالمية أصبح من الضرورى علينا مواجهتها بالحكمة والتصرف السليم، فكل واحد منا عليه ترتيب حاجات نفسه وأهله حسب قانون الأولويات؛ فالأهم ثم المهم والضرورى قبل التحسينى والكمالى قال أبو الدرداء رضى الله عنه: من فقه الرجل رفقه فى عيشه، فمن الخطأ إذا سمعنا عن سلعة زاد سعرها ونقصت فى الأسواق أن نكثر من شرائها وتخزينها فنساهم فى ارتفاع سعرها وحرمان الآخرين منها، بل الواجب نحجب عن شرائها مؤقتا واستبدالها بغيرها إذا أمكن.

قال الشاعر وإذا غلا شيء.. على تركه ليكون أرخص ما يكون إذا غلا. 

ويضيف: فى خلافة الفاروق عمر بن الخطاب جاء إليه جمع من الناس قالوا: نشتكى غلاء سعر اللحم فسعره لنا فقال: أرخصوه أنتم فقالوا نحن نشتكى غلاء السعر عند الجزارين ونحن أصحاب الحاجة، فقال: أرخصوه أنتم. قالوا: وهل نحن نملكه وكيف نرخصه وهو ليس فى أيدينا؟ فقال قولته الرائعة: اتركوه لهم، كما أن علينا بالقناعة بالكم القليل حتى لا يفيض الطعام ويلقى فى القمامة، وندعو الله أن يبارك لنا فإن البركة إذا نزلت فى القليل كثر وإذا نزعت صار الكثير قليلا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه بما أتاه الله.. مع لزوم الاستغفار والشكر على نعم الله المتوفرة؛ فالشكر سبب فى بقاء النعمة قال تعالى: «لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابى لشديد».
وأنصح بالنسبة لعزومات رمضان التى تجتمع فيها العائلة أن تكون يوما واحدا تحضر كل أسرة صنفا من الطعام، وبذلك يتم توفير كثير من النفقات وتتحقق لمة الأسرة، أيضا أن تتفق ربة البيت مع جيرانها على الشراء بالجملة من أسواق الجملة وتقسم أسعار السلع من الخضراوات والفاكهة والسلع الغذائية فيما بينهم هذا يوفر كثيرا، والفائض من الطعام يحفظ بطريقة صحيحة فى فريزر الثلاجة ثم يعاد تناوله بعد فترة، هذا بالإضافة إلى أنه قد وقفت الدولة بالمرصاد للتجار الجشعين؛ فالحملات مستمرة لضبطهم ومصادرة بضاعتهم وإلزامهم بغرامات مالية وعقوبات تأديبية وجمعيات حماية المستهلك أيضا خصصت خطوطا للاتصال بها لضبط المخالفين من التجار والمحتكرين أيضا ومؤخرا أعدت الدولة أسواقا لسلع شهر رمضان بأسعار التكلفة فى كل الأماكن والتجمعات تيسيرا على المواطنين للحصول على احتياجاتهم.