لمحه رمضانيه

وأقيموا الصلاة «2»

وأقيموا الصلاة «2»
وأقيموا الصلاة «2»

أحمد أبوحوسة

 

وإقامة الصلاة تقتضى إتقان الوضوء وإسباغه، لأنه جواز مرورك إلى الصلاة، فالصلاة ركن من أركان الدين الخمسة، والركن لا يكون إلا قائمًا مستقيما، ولذا فإن الصلاة هى عماد الدين، وهى أيضًا أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله، وصلاحها لا يكون إلا فى إقامتها.


ومن أقام الصلاة التزم بوقتها دون تأخير، فينجو من الوعيد: (الذين هم عن صلاتهم ساهون)، ويتعلم الانضباط فى كل شيء.
ومن أقام الصلاة عرف أن لها مقدمات، كالطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، وعلم أن لكل شيء تمهيدًا، فلا يلج أمرًا بدون تخطيط له، وعلم أن (وقدِّموا لأنفسكم) عامة لكل أمر.
ومن أقام الصلاة استمع إلى قراءة الإمام أو قراءته، وأنصت بأذنه وبقلبه، فتلين نفسه، وترتقى روحه، فيخرج من الصلاة بصدر غير ذى ضغن، ويأتى ربه بقلب سليم، مقتديا بالصحابى الذى كان يبيت وليس فى قلبه شيء على أحد، فنال بها شهادة الرسول له أنه من أهل الجنة.


ومن أقام الصلاة استمع إلى آيات النهى عن تطفيف الكيل والغش والخداع، فخرج من صلاته يعيد حساباته، تائبًا إلى الله، فتختفى ظاهرة الغش، ويندثر احتكار السلع ورفع أسعارها بجشع وطمع أوسوء تقدير أو خوفه من الفقر كما يعده الشيطان.


ومن أقام الصلاة عرف حق جاره، وسامح مشاحنه، إذ لا يمكنه أن يقيم الصلاة وفى قلبه غل من الذى يقف إلى جواره فى الصف أو يصلى معه فى المسجد، فكلاهما جاء ملبيا النداء: حى على الصلاة .. حى على الفلاح.


إقامة الصلاة كإقامة البناء لبنة لبنة، ليستوى فى النهاية بناءً كاملًا ذا شكل ومنفعة، فمن ذا الذى يبنى بدون تخطيط ولا رسم هندسى أو تعب وجهد؟
ولذا فإن من عرف للصلاة حقها وأقامها فى حياته وطاف حولها، صلح سائر عمله فى العبادات والمعاملات، فإذا صلح عماد الشيء صلح بقيته، ولهذا كانت آخر وصايا النبي: «الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم».
وللصيام بقية...