النور في القرآن

.. وبين الظلمات والنور

النور في القرآن
النور في القرآن

 ما أبعد الشُقَّة بين الرحلتين البون شاسع، ولكل إنسان جزاء اختياره، وما يترتب عليه من عواقب: من يختار الإيمان يهديه سبحانه وتعالى إلى طريق الحق، ويخرجه من الظلمات إلى النور. بالمقابل نجد من يجنح الى الضلال، فتكون رحلته عكسية، أى يخرج من النور الى الظلمات، وسبحانه القائل: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ).
وفى الآية ٢٥٧ من سورة البقرة يقول المولى عز وجل: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
فسبحانه حين يتولى المؤمن بتوفيقه ونصره يظفر بالخروج من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، ويتأتى ذلك ترتيبًا على أن ولاية المؤمن لربه تجعله لا يبغى عنه بديلاً، ويشرك به أحدا ولأن جزاء الإحسان هو الإحسان، فما بال ما ينتظره المؤمن الذى يتخذ من خالقه وليًا ونصيراً إلا أن يمن عليه ويتولاه بلطفه، وهل ثمة ما هو أعظم شأنًا من إخراج المؤمن من ظلمات الكفر والمعاصى والجهل، إلى نور الايمان والطاعة والعلم.
على الجانب الآخر، تكون رحلة من يوالى الطاغوت الخروج من النور والولوج إلى الظلمات.
إن من يتخذ الطاغوت وليًا، ويكون له تبعًا إذ يسلمون أنفسهم لوساوس الشيطان من جهة، ويسيرون فى ظل دعاة الشر والضلال من جهة أخرى، فيكون الجزاء العادل الذى ينتظر هؤلاء الخروج من نور الإيمان الذى فطروا عليه، والمؤيد بالبراهين الساطعة إلى ظلمات الكفر والفساد.
إن أصحاب الرحلة المظلمة هم حزب الشيطان، الذين اختاروا ولايته، فاستحقوا الخلود فى النار.
سبحانه نور قلوب العارفين بهدايته، وحرم الضالين من نعمة نوره، لأنه العدل والحق فى تمامهما.