أشرف رمضان
أثار مسلسل “الحشاشين” منذ الحلقة الأولى له، حالة من الجدل في الشارع المصري، بعدما تصدر «التريند»، وأصبح حديث الناس، ليس بسبب الضخامة الإنتاجية فقط، ولكن لأنه مسلسل تاريخي يكشف عن أسرار أخطر طائفة بالتاريخ، المثير في الأمر أنه عقب عرض الحلقة الأولى من العمل الدرامي، ربط البعض بين نهج الجماعات الإرهابية والتكفيرية منذ أيام الحشاشين، وتشابه الأفكار بين حسن الصباح مؤسس الحشاشين، وحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان.
التشابه في الأفكار الفاسدة بين جماعتي الحشاشين والإخوان، مبني على مبدأ «السمع والطاعة»، فكلاهما يقنعان أنصارهما بأفكار خاطئة لتبرير أعمالهما الإرهابية.
«إللى على راسه بطحة يحسس عليها»، هذا المثل ينطبق على أنصار جماعة الإخوان الإرهابية، الذين شنوا هجومًا كبيرًا على مسلسل الحشاشين فور عرضه، باعتبار المسلسل كاشفًا لجرائمهم ونهجهم الدموي، فما أثار هياج الجماعة الإرهابية المشهد الأول من العمل الذي يعتمد على مبدأ «السمع والطاعة»، إذ بدأ بمشهد مثير للجدل بين زعيم طائفة الحشاشين، وهو يسأل أحد أتباعه «تفدي الدعوة بإيه؟» فيرد التابع «بروحي.. روحي فداء صاحب مفتاح الجنة»، ويلقي بنفسه من فوق أسوار القلعة دون تفكير.
الحالة التي أثارها العمل، أعادت للأذهان التاريخ الدموي لجماعة الإخوان الإرهابية، التي بدأت كجماعة مسلحة، وكشفت خبايا الجماعة التي كانت تجند الأطفال في سن صغيرة وتستخدم الدين لتبرير جرائمها الإرهابية.
الدكتور عزوز على إسماعيل، أستاذ الأدب والنقد والبلاغة، يقول، إن مسلسل الحشاشين، أعاد للدراما المصرية الأعمال التاريخية الضخمة، التي تهدف إلى التوعية، مؤكدًا أن المسلسل يكشف عن التاريخ الإجرامي لأخطر جماعة في التاريخ « جماعة الحشاشين ».
ويشير إلى أن الربط بين جماعة الحشاشين وجماعة الإخوان صحيح إلى حد كبير، فكلاهما تأسس على العنف والدموية، ومبدأ «السمع والطاعة»، موضحًا أن جماعة الإخوان هي امتداد لجماعة الحشاشين، نفس المنهج والفكر.
مصطفى حمزة، الباحث في تاريخ جماعات الإسلام السياسي، يؤكد أن هناك تشابه كبير بين أفكار جماعة الحشاشين وجماعة الإخوان، مشيرًا إلى أن جماعة الحشاشين تأسست قبل ألف عام، وكانت مصدر إرهاب لكل دول العالم، وكانت تعتمد على فكرة الاغتيالات والعمل السري، واعتمد الصباح على تجنيد الشباب الصغير على مبدأ «السمع والطاعة»، وهو نفس نهج جماعة الإخوان.
حمزة يتابع، أن جماعة الإخوان تسير على نهج جماعة الحشاشين، لذلك نزل العمل الدرامي كالصاعقة على رؤوسهم، لأنه يكشف عن تاريخهم الدموي والطائفي، وكلا الجماعتين اعتمدتا على العمل السري كسبيل للانتشار والسيطرة، يواصل: «أعتقد أن مسلسل الحشاشين سيكشف في الحلقات المقبلة عن مفاجأت كثيرة».
اقرأ أيضا : الحشاشين| كيف تلاعب اتباع «حسن الصباح» بالحكم في الدولة الفاطمية؟
