لسرقة هاتف محمول بـ 500 جنيه .. «الصينى» قتل صاحبه داخل المسجد

الضحية
الضحية

قنا‭: ‬أبو‭ ‬المعارف‭ ‬الحفناوي‭ ‬

بعد أن شهدت قرية القصر بنجع حمادي، منذ قرابة 3 أعوام،  جريمة قتل «طفل الجرجير»، والذي تخلص منه شاب بغرض سرقة 100 جنيه، وهي الجريمة التي شغلت الرأي العام في قنا وقتها، وعاقبت المحكمة قاتله بالإعدام شنقًا، كانت القرية على موعد مع جريمة أخرى مشابهة، على نفس الوتيرة الشنيعة، وذلك عقب العثور على جثة بائع خضار مذبوحًا داخل مسجد صغير في نفس القرية. أما التفاصيل فنكشفها فى السطور التالية..

عشية الجريمة الجديدة، عثرت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن قنا، على جثة طالب عمره 14 عاما، مشنوقًا، تبين أنه كان متهما بسرقة أسطوانة بوتاجاز من جيرانه،  فعنفته أسرته على مافعله فتخلص من نفسه بهذه الطريقة البشعة.

القرية اتشحت بالسواد، وسيطر الحزن على الجميع، وبعدها بساعات عثرت الأجهزة الأمنية على جثة طالب يبلغ من العمر قرابة 18 عامًا، مذبوحا داخل مسجد صغير،  لتبدأ الأجهزة الأمنية في تكثيف جهودها لكشف ملابسات الجريمة، والتي جددت أحزان جريمة «طفل الجرجير».

الرعب والقلق كان سائدا على الجميع في القرية، الجميع بدأ يتساءل ما الذي حدث؟ لم يكن أحد يتوقع أن ما حدث سابقا سيحدث مرة أخرى، تساؤلات عديدة لم يستطع حلها أحد، كانت غالبيتها ما هي الدوافع التي أدت إلى ارتكاب الجريمة؟!

مشهد مفجع

إسلام عبد اللطيف، شاب صغير السن من أبناء القرية، كان بالرغم من صغر سنه، سندَا لأسرته، يساعدهم ويقف بجانبهم، لذلك حزن عليه الجميع، خاصة أقاربه الذين أصيبوا بحالة من الذهول، عقب سماعهم الخبر.

مشاهد الجريمة، كانت قاسية للغاية، بدايتها مثيرة وهي العثور على جثة المجني عليه مذبوحًا داخل مصلى للعيد في القرية، بعد تغيبه عن أسرته، هرول البعض على استحياء لرؤية ما حدث،  وضع البعض بطانية على الجثة لبشاعة المنظر، واتصلوا بالأجهزة الأمنية لإخطارهم بالجريمة.

أهل المجني عليه وأصدقاؤه، ذهبوا مسرعين إلى مسرح الجريمة، في مشهد أبكى الجميع، صراخ وبكاء وحزن شديد، فضلًا عن ولولة النساء، الحزن خيم على شوارع القرية، في مشاهد أبكت الجميع، حزنًا على ما حدث.

بحث جنائى

انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مقر الواقعة، برئاسة الرائد محمد إمبابي، رئيس مباحث مركزشرطة نجع حمادي، تحت إشراف اللواء أحمد البديوي، مدير المباحث الجنائية، كما انتقل فريق من النيابة العامة، لمعاينة الجثة في موقعها، بعدها قررت جهات التحقيق، نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى نجع حمادي العام، وندب الطب الشرعي لتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة، وتكثيف التحريات لكشف ملابسات الجريمة وضبط المتهم والسلاح المستخدم.

نقلت سيارة الإسعاف الجثة إلى نجع حمادي، وذهب خلفها العديد من أبناء القرية، وجلسوا بجوار المشرحة، انتظارًا للطب الشرعى، الذي حضر بعدها وقام بتشريح الجثمان، ثم غسلوه وكفنوه ودفنوه في مدافن العائلة.

ساعات مرت كانت كلها مليئة بالذهول، لم يستطع أحد أن يصدق ما حدث، أعين لم تجف بعد من البكاء، وقلوب اكتوت حزنًا على الفراق، وعقول تشتت من الفكر، وسط مطالبات بسرعة كشف ملابسات الجريمة، والقصاص العادل من مرتكبيها. 

الصينى القاتل

بدأت مباحث نجع حمادي، في تنفيذ خطتها السريعة والمكثفة، لكشف ملابسات الجريمة، واستطاعت في أقل من 24 ساعة من كشفها وضبط المتهم والسلاح المستخدم.

وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط محمود.ح، وشهرته الصيني، وتبين أنه صديق المجني عليه، استدرجه إلى مسجد صغير هو مصلى للعيد وتخلص منه بسبب سرقة هاتفه المحمول ثم فر هاربًا.

توصلت التحريات إلى أن المتهم اشترى آلة حادة «سكين» من أحد المحلات بقرية الرحمانية قبلي، المجاورة للقرية في نفس يوم تنفيذ جريمته.

واعترف المتهم بارتكابه الواقعة، أمام جهات التحقيق، قائلا:»كان صاحبي وطول الوقت مع بعض، فكرت أسرق منه التليفون بتاعه، استدرجته الى مكان بعيد وخالي من المارة، وكان معايا سكين اشتريتها جديدة، وبعدين لقيت المجني عليه «عافر» معايا فتخلصت منه بالذبح وهربت، فكرت ان محدش هيعرفني لكن فوجئت أن الشرطة عرفت وقبضت عليا»

«راح السند»

التقت أخبار الحوادث بأسرة المجني عليه، بعد ساعات من وقوع الجريمة، الكل حزين على ما حدث، خاصة والده الذي يعمل بائع خضار، والذي أوضح لنا، ما حدث قائلا: إن ابنه كان سندا وعونا له، كان يساعده في بيع الخضار، حتى يجمعوا قوت يومهم.

وأضاف؛ أنه قبل الجريمة، ذهب ابنه ومعه هاتفه المحمول الذي لم يتخطى سعره 500 جنيه تقريبا، ومبلغ مالي 100 جنيه لصيانة الهاتف، وكان صديقه الجاني يعلم ذلك، فتخلص منه لسرقة هاتفه، «فحسبي الله ونعم الوكيل».

وتابع: الجريمة كانت بشعة وصعبة للغاية، فقدت فيها سندي وعوني وفلذة كبدي بطريقة لم يتحملها قلب بشر، والآن انتظر القصاص العادل من القاتل لأرى فيه ما فعله في ابني ويكون عبرة لغيره.

اقرأ  أيضا : مصرع تلميذ غرقًا في ترعة بقنا

;