مصر والاتحاد الأوروبى.. شراكة استراتيجية

النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب

قبل أيام من الانتخابات الرئاسية عام 2014، أعلن الرئيس السيسى "خارطة المستقبل"، أكد من خلالها السعى لاجتذاب الاستثمارات إلى الاقتصاد المنهك لما يقرب من 30 عاماً.

المستثمرون والناخبون وجدوا أنفسهم أمام خطط كبيرة لعلاج اقتصاد يئن تحت وطأة الفساد، والعجز المتزايد فى الموازنة العامة، منه دعم الوقود الذى قد يكلف الدولة ما يقرب من 19 مليار دولار عام (2015). 

وكانت النقطة المحورية إقامة مدن فى الصحراء بما يتيح انتشار أعداد السكان المتنامية على 100 % من مساحة الأراضى المصرية، فى الوقت الذى يعيش فيه المصريون على 6 % من هذه المساحة.

وكانت "رؤية الرئيس" تتطلع إلى تحقيق معدلات تنمية غير مسبوقة وإحداث نقلة فى الاقتصاد المصرى بخريطة استثمارية للمحافظات كى ينتشر المواطنون المصريون محققين الحلم المصرى على 100 % من الأراضى المصرية.

هذه ببساطة كانت "رؤية الرئيس" منذ أول يوم أعلن فيه ترشحه للرئاسة والتى تتضمن إقامة 48 مدينة جديدة وثمانية مطارات إضافة إلى مزارع سمكية ومشاريع للطاقة المتجددة.

قال الرئيس السيسى فى مستهل برنامجه الانتخابى "رؤيتى مفتاحها قرارات وتوجهات تفتح أبواب التحديث والعمل والتنمية والاجتهاد أمام أبناء مصر كافة فى مساواة هى الأولى من نوعها بين أبناء كافة محافظات مصر فالكل سواء وفرص التنمية متكافئة أمام الجميع". قال فصدق، ووعد فأوفى. 

والآن، رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين"، تزور مصر غداً الأحد 17 مارس، من "أجل شراكة أقوى بين مصر والاتحاد الأوروبي". وستلتقى أورسولا فون دير لاين بالرئيس القائد عبد الفتاح السيسي.

سترتكز الشراكة بين الاتحاد الأوروبى ومصر على 6 ركائز ذات "المصلحة المشتركة وهي: العلاقات السياسية، والاستقرار الاقتصادي، والاستثمار والتجارة، والهجرة والتنقل، والأمن والديموغرافيا. والأهم من ذلك، التعاون فى مجال الطاقة.

التحديات والفرص مختلفة بالنسبة لمصر - الدولة التى تستضيف بالفعل أكثر من 9 ملايين مهاجر على أراضيها. وتهتم بروكسل بشكل خاص بموارد الطاقة الهائلة فى الدولة الواقعة فى شمال إفريقيا: ليس فقط الغاز ولكن أيضًا الطاقة المتجددة.

ويعمل الاتحاد الأوروبى بالفعل على تنفيذ الخطة الاقتصادية والاستثمارية لمصر، والتى تتضمن استثمارات الغذاء والمياه والطاقة خلال الفترة 2021-2027. ومن وجهة النظر المصرية، لا يوجد شيء أكثر طبيعية من تعزيز الشراكة مع بروكسل، حيث إن الاتحاد الأوروبى هو بالفعل الشريك التجارى الرئيسى للقاهرة: حيث تغطى الدول الـ 27 فى كتلة الاتحاد الأوروبى أكثر من ربع إجمالى تجارة مصر.

يذكر أن أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، تفقدت المساعدات الدولية لغزة التى تصل تباعاً لمطار العريش الدولي، عقب وصولها للمطار فى 18 نوفمبر 2023، ويومها أشادت رئيسة المفوضية الأوربية بالدور المصرى الكبير، وهاجمت إسرائيل لتعنتها أمام  دخول المساعدات من معبر رفح.
الاتحاد الأوروبى ومصر وقعا إطار اتفاقية شراكة دخلت حيز النفاذ فى 2004. ونمت التجارة بين الجانبين من 8.6 مليار يورو عام 2003 إلى 24.5 مليار يورو عام 2020، ويبلغ الاستثمار المتراكم من الاتحاد، حوالى 38.8 مليار يورو.

مما سبق يتضح لنا أن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى شهدت طفرة كبيرة خلال السنوات العشر الأخيرة منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الرئاسة فى عام 2014.