شىء من الأمل

جزر غير إنسانية!

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

بعد فشل التوصل إلى هدنة شهر رمضان فى غزة بدأ الإسرائيليون الاستعداد لاقتحام رفح الفلسطينية بالقوات البرية.. وحتى يخففون من التحفظات الأمريكية على هذه الخطوة التى سوف تسفر عن كارثة إنسانية ضخمة أعلنوا أنهم فى سبيلهم إلى إنشاء ما أطلقوا عليه جزر إنسانية لنقل أكبر عدد من سكان المدينة ومن لاذوا بها إلى وسط القطاع مع توفير الغذاء والماء لهم ! .. 

ووصف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى مواقع تهجير من يعيشون الآن فى رفح والبالغ عددهم ١٠٤ ملايين فلسطينى بالجزر يكشف طبيعتها الحقيقية وهى أنها ستكون پمثابة  سجون واسعة تقع تحت السيطرة المباشرة للإسرائيليين أمنيا وإداريا أيضا .. حيث تتواجد الآن فى وسط القطاع  قوات برية إسرائيلية .

أما الغذاء والدواء الذى يقول المتحدث الرسمى لجيش الاحتلال الإسرائيلى أنه سيتم توفيره لهم فى هذه الجزر فذلك سيكون عبر الخط البحرى والميناء المؤقت  الذى يقوم بإنشائه الأمريكيون بالتنسيق مع الإسرائيليين ..

حيث يقوم الإسرائيليون بتفتيش  المساعدات التى يوفرها الأمريكان والأوربيون فى قبرص ليسمحوا بدخولها الى القطاع، تحسبا لتوقف تدفق المساعدات برا عبر معبر رفح مع بدء تنفيذ عملية اقتحام رفح الفلسطينية !..

ويؤكد ذلك أن واشنطن لم تعترض على عملية اقتحام رفح الفلسطينية من حيث المبدأ وإنما طالبت حكومة نتانياهو قبل تنفيذ هذا الاقتحام بخطة لحماية المدنيين .. وها هى تساعدها بالميناء والممر البحرى فى إعداد هذه الخطة بدلا من أن تنهرها عن القيام بهذه العملية القاتلة التى يتأهب جيش الاحتلال الإسرائيلى للقيام بها ويصر نتانياهو عليها ..  ولعل ذلك كان أحد أسباب إخفاق التوصل إلى هدنة. شهر رمضان..

وهو لا يكترث بالأفكار الجديدة للوسطاء التى تطرح مشروع هدنة قصيرة يتم فبها استئناف مفاوضات صفقة للإفراج عن بعض الأسرى.

وإذا كان الإسرائيليون قادرين على إقامة هذه الجزر لنقل معظم من يعيشون فى رفح الفلسطينية إليها فإنهم غير قادرين على إجبارهم على النزوح من رفح الآن حتى ولو شرعت قوات الاحتلال فى اقتحام المدينة .. وهذا ما حدث فى شمال  القطاع .. اقتحمته القوات البرية الإسرائيلية وبَقيت أعداد ليست بالقليلة من سكانه تواجه الموت فيه جوعا.