بدون تردد

الرئيس الأمريكى القادم

محمد بركات
محمد بركات

ينشغل المصريون والعرب كثيرا بمتابعة التطورات والمستجدات الجارية على الساحة الانتخابية الأمريكية هذه الأيام، كعادتهم الدائمة طوال السنوات الماضية،..، وهذا طبيعى فى ظل الوجود الامريكى البارز والمؤثر على الساحة الدولية بصفة عامة، والساحة الإقليمية والشرق أوسطية بصفة خاصة، منذ نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات فى القرن الماضى وحتى الآن.

وفى المتابعة للمجريات الانتخابية الأمريكية ينشغل المصريون والعرب بطبيعة الحال، بما يخص موقف الطرفين المتنافسين الرئيسيين فى السباق على المقعد الرئاسى الأمريكى، وهما الرئيس الحالى «بايدن» والرئيس السابق «ترامب»،..، والأول يمثل الحزب الديمقراطى الحاكم حاليا، والثانى يمثل الحزب الجمهورى المتطلع للحكم والرئاسة الجديدة.

والقراءة السريعة لمسار الأحداث على الساحة الانتخابية الامريكية تشير إلى تراجع نسبة التأييد للرئيس الامريكى «بايدن» عما كانت عليه،..، بينما هناك تقدم واضح وملموس فى نسبة التأييد للرئيس السابق «ترامب» فى عدد كبير من الولايات الأمريكية طبقا لما تقول به وسائل ومؤسسات قياس الرأى الامريكية المختلفة والمتعددة.

ولكن ما يجب أن نعرفه ونتأكد منه، هو انه من المبكر جدا الأخذ بذلك التقدم أو هذا التراجع سنداً مؤكدا لما ستسفر عنه الانتخابات، فمازال الوقت مبكرا على ذلك جدا، حيث سيكون التصويت فى «نوفمبر» القادم،..، ومن هنا فى «مارس» إلى هناك فى «نوفمبر» ستقع أمور كثيرة متوقعة أو غير متوقعة، وبعضها أو كلها يمكن ان يكون له تأثير كبير على الساحة الانتخابية الامريكية، وتحديد من سيكون رئيسا للولايات المتحدة الامريكية فى المرحلة المقبلة.

وفى كل الاحوال،..، وفى ظل ما رأيناه وما تابعناه من مواقف وتوجهات للرئيس الامريكى الحالى «بايدن» تجاه القضايا العربية الرئيسية، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والعدوان الوحشى واللاإنسانى الاسرائيلى على قطاع غزة، وكذلك الموقف الامريكى تجاه اسرائيل والعرب، والصراع العربى الاسرائيلى بصفة عامة وانحيازه الكامل لإسرائيل،..، لا يشجع احدا منا للترحيب به اذا ما فاز فى السباق الانتخابى واستمر فى الرئاسة.

ولكن ذلك لا يعنى ان هناك ما يمكن ان يشجعنا على الترحيب بخصمه المرشح الآخر الرئيس السابق «ترامب» إذا ما كان هو الفائز،..، فما رأيناه وتابعناه من توجيهاته ومواقفه تجاه اسرائيل، لا يؤدى إلى ذلك على الاطلاق،..، وأحسب اننا لم ننس بعد انه هو الذى اعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل إليها السفارة الامريكية، واظن اننا مازلنا نذكر انه صاحب اختراع «صفقة القرن» للقضاء نهائيا على القضية الفلسطينية.

وفى ظل ذلك، احسب اننا لا نخالف الواقع إذا ما قلنا،..، انه لا يوجد فارق كبير أو ملموس يمكن الوقوف عنده أو الإشارة اليه، بوصفه متغيراً كبيراً أو منحى مختلفاً فى التوجه والسياسة الامريكية تجاه القضايا العربية، والموقف الأمريكى تجاه اسرائيل، بين «بايدن» و»ترامب» يمكن ان يدفعنا للترحيب بأى منهما بوصفة الرئيس الامريكى القادم.