بسم الله

صيام مريض السكر

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

منح الله سبحانه رخصة الافطار للمريض . قال تعالى :» وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ» من الآية 185 من سورة البقرة.

فإن كان هذا المرض مما يشق عليك معه الصيام ،  وتتضرر به ،  فليس عليك حرج فى الفطر مع اخراج الفدية « الكفارة « ،  وهى اطعام مسكين عن كل يوم .

وإذا كنت لا تتضرر بالصوم رغم مرضك ،  بحسب رأى الطبيب عليك بالصوم . ولابد ان ننتبه للتحذير الذى أطلقه الدكتور محمد خطاب رئيس الجمعية المصرية لأمراض السكر،  يطالب فيه مرضى السكرى بتجنب الصيام إذا كانت مستويات السكر فى الدم مرتفعة عند حدود 300 ملليجرام / ديسيلتر .

وقد أغنانا أهل الذكر عن هذا الجدل ،  فضيلة مفتى الديار المصرية الدكتور محمد شوقى علام : الشريعة الإسلامية مبنية على اليسر والتيسير،  وفقا لقوله تعالى تعالى: «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بِكم العسر» .

هذه الآية جاءت فى سياق آيات الصيام ما يدل على أن تحقيق التيسير يتطلب مراعاة حالة الإنسان الصائم . والفيصل فى مسألة صيام مرضى السكرى هو التقرير الطبى .

الطبيب هو من يحدد قدرة المريض على الصيام من عدمه . فإذا أوصى الطبيب بإفطار المريض خوفًا من تأثر حالته الصحية سلبًا،  فإن عليه الامتثال لرأى الطبيب والفطر فى هذه الحالة .

وقال : الصيام يصبح حرامًا إذا ارتقت خطورته على صحة المريض إلى حدود التهديد بالموت أو الغيبوبة . وإذا أكد الطبيب أن الصيام لن يؤثر على مريض السكر لا سيما إذا كان المرض فى مراحله الأولى، فلا حرج على المريض فى الصيام . بل هو واجب عليه.

هذا ما أكده ايضا الدكتور أحمد كريمة استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ،  من أن الرخص المصرحة لافطار المريض يحددها الطبيب المعالج وليس الفقهاء . وأيضا السفر فوق 85 كم فى المرحلة الواحدة .أما أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن والحامل والمرضعة الذين قرر أطباؤهم عدم احتمالهم الصيام وعليهم إخراج إطعام للمسكين كل يوم. ويجب على المريض الذى يتم شفاؤه والمسافر بعد شهر رمضان أن يقضى الأيام التى أفطرها.

دعاء : اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك