فى الصميم

الانفجار القادم.. فى القدس!

جلال عارف
جلال عارف

رغم كل الضغوط الدولية والإقليمية، تمضى إسرائيل فى مخططاتها لتوسيع الحرب. ورغم كل التحذيرات من استمرار حرب الإبادة التى تشنها فى شهر رمضان وخطر انفجار الأوضاع فى القدس الأسيرة والضفة المحتلة، فإن التصعيد مستمر لأنه هدف أساسى لحكومة الإرهاب التى لا ترى حياة لها إلا بالقتل والتدمير.

منطقة القدس الأسيرة والضفة المحتلة تحولت إلى ثكنةٍ عسكرية. أقرت إسرائيل أن قواتها هناك هى ضعف قواتها التى تقوم بحرب الإبادة فى غزة. الاقتحامات تتواصل لمدن الضفة والقتل مستمر والاعتقالات بلغت حوالى ٨ آلاف أسير جديد. ومع بدء شهر رمضان وتوجه الأنظار إلى القدس والمسجد الأقصى تتجاوز الاستفزازات الإسرائيلية كل الحدود. بالأمس اقتحمت جماعات المتطرفين وقطعان المستوطنين باحات المسجد الأقصى فى حماية الشرطة الإسرائيلية (!!) بدعوى الاحتفال بمطلع الشهر العبرى مع إعلان بأن الاقتحامات ستتضاعف وتتواصل طوال شهر رمضان كما دعا من قبل وزير الأمن «الإرهابى بن غفير»!!

يحدث ذلك مع تولى نتنياهو بنفسه سلطة اتخاذ الإجراءات بشأن القدس والأقصى فى رمضان، فكان أول الإجراءات منع أهالى الضفة تحت ٥٥ سنة من دخول القدس، وتنظيم اقتحامات المستوطنين للأقصى لتكون تحت حماية الشرطة، ومنع كل مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم. بينما آلة القتل الإسرائيلية تعربد فى مدن الضفة وتدمر ما تبقى من حياة فى غزة، وتضع العراقيل أمام جهود التهدئة وتقود المنطقة إلى انفجار يريد له الهوس الصهيونى أن يكون حرباً دينية لن يتحمل العالم عواقبها.

تتوالى التحذيرات الدولية من اقتحام رفح وتصعيد الموقف فى الضفة واستفزاز مشاعر الجميع فى القدس الأسيرة حتى من الرئيس الأمريكى وقادة الاتحاد الأوروبى، لكن الكيان الصهيونى الذى تعود على الحماية الغربية لجرائمه لن يردعه إلا تفعيل القانون الدولى وعدم شل إرادة العالم بـ «الڤيتو» فى مجلس الأمن، وباستمرار مد آلة القتل الإسرائيلية بالسلاح!!

كل التحذيرات لن تُجدى مع هذا الهوس الصهيونى. إنهاء حرب الإبادة هو باب الخروج من الأزمة، وإيقاف كل أنواع الدعم للإرهاب الإسرائيلى هو ما يجبرها على ذلك، و «الداعمون» حتى الآن فى أمريكا ودول الغرب يعرفون ذلك جيداً ولا يستطيعون تجاهله طويلاً!!