إنها مصر

حكم مصر ليس سهلاً !

كرم جبر
كرم جبر

مصر لا تكون قوية ومتعافية؛ إلا إذا كان رئيسها قوياً ويتحدث بلغة المواطنين، وفيه من ملامح شخصيتها وعظمتها، والرئيس السيسى يستمد قوته من شعبه وأصالته وحضارته، وليس له حزب، بل حزبه هو المصريون، وهو يراعى المعارض قبل المؤيد، واستطاعت الدولة أن تحتوى جميع المصريين تحت مظلة المواطنة.

ويشهد للرئيس أنه استطاع أن يقوم بأكبر عملية إصلاح سياسى وتضميد للجراح، وبعد2011 كانت هناك دعوات بمحاكمات الميادين والشوارع، ولكن الرئيس قام بالمصالحة دون أن يشعر بها أحد، ودون إجراءات انتقامية ولا محاكمات خارج إطار العدالة، ولم تحدث تصفية حسابات، ولم تجر دماء فى الشوارع، مثلما حدث فى الكثير من الدول مثل «محاكمات نورمبرج»، أو «جنوب إفريقيا»، أو غيرها من الدول، والتى ظلت شعوبها بعد الثورات تنتقم من بعضها البعض، وحدثت مذابح واعتقالات.

لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن تضمد مصر جراحها بسرعة، فى ظل رغبات البعض فى الثأر والانتقام من كل شيء، وكان الجميع يهيئ نفسه لسنوات طويلة من الفوضى والاضطرابات.

ولكن الدولة تغلبت على الصعب، وأرست العدالة بين فئات كان مستحيلاً أن يجتمعوا معاً، ولم تشهر سيف الإقصاء أو قطع الرقاب.

حكم مصر ليس سهلاً، ويحتاج زعماء من طراز خاص، يستطيعون أن يرتفعوا بالبلاد فوق المشاكل والأزمات، والتطلع إلى المستقبل.

والإخوان الموجودون فى السجون منسوب لهم جرائم وتمت محاكمتهم أمام القضاء الطبيعي، وليس محاكمات استثنائية وصدرت ضدهم أحكام.

ليس الإخوان فقط، ولكن كل من تلوثت يده بدماء المصريين، يخضع للمحاكمة.

كل الإجراءات التى اتخذت كانت وفقاً للقضاء الطبيعي، فلو أريقت الدماء فى مصر، لم تكن لتجف حتى الآن، وإنما فتنة وبحور من الدماء.

● ● ●

الرأسمالية فى الدول التى اخترعتها تحارب الاحتكار، ولكن نحن لدينا مشكلة، فأخذنا من النظام الاشتراكى الإضرابات وتخفيض ساعات العمل، ومزجنا بين الشعارات السياسية والأدوات الاقتصادية، وعند الانفتاح الاقتصادى بدأناه استهلاكياً، وتجسد فى بورسعيد، ولم تنشأ قواعد صناعية قوية، ومن طبقوا الاشتراكية هم من طبقوا الرأسمالية.