إنها مصر

كرم جبر يكتب: بايدن والمواقف المتناقضة!

كرم جبر
كرم جبر

تصريحات الرئيس الأمريكى جو بايدن غير مفهومة، وبمثابة قنبلة دخان للتغطية على جرائم الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين داخل قطاع غزة، وبالرغم من قوة ومكانة الولايات المتحدة الأمريكية فى العالم، إلا أن رئيسها ضعيف للغاية، ويضغط عليه اللوبى اليهودى بشدة.

بايدن يعيش فى فترة «البطة العرجاء» التي تسبق الانتخابات، ولا يستطيع فيها أى رئيس اتخاذ قرارات حاسمة، وتكون أيديهم مهتزة، ويتجهون إلى التكتلات أو اللوبي الذي يمتلك الكثير من الأصوات، وفى صدارتها اللوبى اليهودي.

مواقف بايدن متناقضة، ولا يعترف بوجود إبادة إسرائيلية فى قطاع غزة، ويصر على رفض وقف اطلاق النار، بينما يصرح بإنشاء رصيف بحري في غزة لاستقبال المساعدات، وقد يكون ذلك لاكتساب مزيد من الوقت، حتى تستطيع إسرائيل استكمال الحرب.

الرئيس الأمريكى يتحدث بأكثر من لسان، فهو يحاول إرضاء الإسرائيليين أحيانًا والعرب أحيانًا أخرى، وفى النهاية لا يرضى أحدًا، ولم تعد هناك دولة عربية تقبل التعاون مع إسرائيل، إلا بعد حل القضية الفلسطينية، وإعطاء الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة.
بايدن يدعو إلى عدم توسيع دائرة الحرب بالقول فقط، ولكن ما تفعله الولايات المتحدة ينذر بتوسيع نطاق العمليات، وتضرب الغارات الأمريكية شمالاً وجنوباً من اليمن حتى شمال سوريا.

تكلفة الحرب فى الشرق الأوسط لن يدفعها الشعب الأمريكي، وعلى أشقائنا العرب الانتباه، لأن أمريكا تصنع الخطر لتدافع عمن يتعرض للخطر، والرئيس الأمريكى السابق ترامب كان شديد الوضوح فى التصريح بأن أمريكا لا تقدم خدمات الحماية الأمنية مجانا.

الولايات المتحدة تكرر أخطاءها الكارثية، وتفتح الطريق أمام إحياء الجماعات الإرهابية من جديد بعدما أنشأتها وتم القضاء عليها، بسبب الأفعال التى تقوم بها بداية من الدعم الأعمى لإسرائيل، وضرب الحوثيين الذى لم يقصد به التخلص من مخاطرهم، لأنها تدعمهم منذ سنوات، ولكن المقصود سيطرة أمريكا على البحر الأحمر.

تنظيم القاعدة أنشأته أمريكا وكانت تدعم أسامة بن لادن، كذلك عمر عبدالرحمن، عندما نجح الأخير فى الهروب من مصر للسودان، أعطته أمريكا جواز سفر دبلوماسياً، وساعدته فى الهروب إلى أمريكا، ولم تنتبه إلى خطورته إلا بعد سنوات طويلة، واتهمته بالإعداد لجرائم إرهابية، وحكمت عليه بالسجن إلى أن مات.

الموقف المصرى من البداية هوالثابت والواعى لكل المخاطر، ومنذ لقاء الرئيس مع المستشار الألمانى بعد أيام قليلة من «طوفان الاقصى»، أكد عدم السماح بتهجير الفلسطينيين، لأنه سوف يشعل المنطقة بالكامل، فقد تصبح سيناء قاعدة لضرب إسرائيل، وهذا ما سيؤدى إلى دخول المنطقة بالكامل فى حروب وصراعات لا تنتهى.