بدون تردد

محمد بركات يكتب: أمريكا.. والحرب في غزة

محمد بركات
محمد بركات

مع بداية شهر رمضان الكريم كان الأمل يراودنا مع كل المواطنين فى العالم العربى والإسلامي، ومع إناس كثيرىن وشعوب عديدة فى كل أرجاء الأرض، بأن تتوقف الحرب اللا إنسانية والمجازر الدموية الدائرة فى قطاع غزة منذ خمسة أشهر وحتى الآن دون توقف ودون هوادة.

لكن ذلك لم يحدث للأسف نتيجة التعنت الشديد من جانب مجرم الحرب رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، الرافض لوقف اطلاق النار وتوقف الحرب، ولو حتى فى هدنة مؤقتة تستمر ستة أسابيع، قبل أن يحقق أهدافه المعلنة فى القضاء تماما على حماس والافراج عن المحتجزين أو «الرهائن»، وهو ما لم يستطع تحقيقه طوال ما يزيد عن المائة والخمسين يوما من القتل والتدمير والإبادة.

وهكذا حل الشهر الكريم على أهالى قطاع غزة، وهم يكابدون الموت والقتل والدمار، فى ظل حرب الإبادة الإسرائيلية التى لا تتوقف،...، وأيضا حرب الجوع والعطش والمرض نتيجة قلة الموارد والامكانيات ونقص الطعام والشراب والدواء، فى ظل الحصار الجائر واللا إنسانى الذى يفرضه عليهم جيش الاحتلال.

ووسط ذلك وفى ظله مازال العالم يقف فاشلا، ودون حراك فاعل ومؤثر لوقف الحرب وتوقف عمليات الإبادة والقتل الجماعى للأطفال والنساء والشيوخ، وكل صور الحياة فى غزة المنكوبة،...، وذلك بفعل فاعل ومع سبق الإصرار.

نعم بفعل فاعل أمريكي، ومع سبق الإصرار والترصد من جانب الولايات المتحدة، بأن تستمر الحرب ولا يتوقف العدوان الإجرامى الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى فى غزة، قبل ان تحقق إسرائيل هدفها فى القضاء على أهل غزة واخلائها من الفلسطينيين، تحت ذريعة القضاء على حماس.

وأحسب ان العالم كله يدرك ذلك الآن، فى ظل الرفض الأمريكى الدائم للموافقة على اصدار قرار من مجلس الأمن الدولى بوقف الحرب وتوقف اطلاق النار،...، وهو ما قامت به الولايات المتحدة عدة مرات خلال الخمسة شهور الماضية، بحيث أحبطت كل المحاولات الرامية لإصدار قرار من المجلس بذلك، واستخدمت حق الرفض «الفيتو»، لإجهاضها.

هذه واحدة، أما الأخرى فهى انه على الرغم مما تعلنه واشنطون عدة مرات فى اليوم الواحد، من انها ضد استمرار الحرب،...، إلا انها المورد الأساسى للسلاح الذى تستخدمه إسرائيل فى قتل الشعب الفلسطيني.

ولعل هذا هو ما دفع جريدة النيويورك تايمز الأمريكية إلى السخرية من موقف الإدارة الأمريكية، فى إعلانها تقديم المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة، فى نفس الوقت الذى تقوم فيه بإمداد إسرائيل بالقنابل والأسلحة والذخائر التى تقتل بها الفلسطينيين،..، وذلك بالقول فى تقرير لها أول أمس، بأن الجيش الأمريكى الذى يقوم بتقديم المساعدات والغذاء لغزة، هو الذى يرسل القنابل والأسلحة التى تستخدمها إسرائيل ضد الفلسطينيين.