فى الصميم

بعض الخلاف مع نتنياهو.. كل الانحياز لإسرائيل!!

جلال عارف
جلال عارف

رغم التصعيد فى انتقاد الرئيس الأمريكى بايدن لنتنياهو والذى وصل بالأمس إلى التأكيد على أن "نتنياهو يضر بإسرائيل أكثر مما ينفعها بطريقة إدارته للحرب فى غزة".. فقد كان "بايدن" حريصاً على التأكيد على أنه لن يتخلى أبداً عن إسرائيل وأن الدفاع عنها لايزال أمراً بالغ الأهمية لأمريكا!!
ورغم حديث "بايدن" عن خطر اقتحام "رفح" وتأكيده "أنهم (فى إسرائيل) لا يمكنهم أن يقتلوا ٣٠ ألف فلسطينى آخر نتيجة ملاحقة حماس".. فإنه كان حريصاً على ترديد نفس الاسطوانة القديمة عن "حق نتنياهو فى الدفاع عن إسرائيل ومواصلة مهاجمة حماس". وأن المطلوب فقط أن يكون أكثر حذراً فى شأن الأرواح البريئة التى تزهق!!
هناك تطور بلا شك فى لغة الخطاب الأمريكى، لكن دون المساس بجوهر الموقف المنحاز - بدون حدود- للكيان الصهيونى. أن يتحدث الرئيس الأمريكى عن الأرواح البريئة التى تزهق وأن يحذر من قتل إسرائيل الثلاثين ألف فلسطينى آخر إذا اقتحمت رفح، وأن يقر وزير دفاعه بأن إسرائيل قتلت أكثر من ٢٥ ألف طفل وامرأة من الفلسطينيين (وليس من مقاتلى حماس!!) هو خطاب مختلف فى لهجته.. لكن صلب الموقف يبقى أن الحرب مستمرة، وأن الدعم الأمريكى لإسرائيل لن يتوقف، وأن التحذير بشأن "رفح" يرتبط فقط - عند الإدارة الأمريكية - بتهيئة الظروف التى تقلل أعداد الضحايا ولا تحول الأمر لكارثة أكبر. وأنه فى النهاية "لا يوجد كما يقول بايدن خط أحمر يقطع عنده كل الأسلحة فلا يكون لدى إسرائيل القبة الحديدية التى تحميها"!!
هذه التناقضات تفقد الموقف الأمريكى أى فعالية، وتوضح أن بايدن يحاول تجاوز الضغوط الخارجية والمعارضة الداخلية لاستمرار الحرب والتى فوجئ بأنها أصبحت خطراً عليه فى موسم الانتخابات. لكنه يتناسى أن المحاولة لا يمكن أن تنجح إلا بموقف حاسم يوقف المذبحة التى أصبحت أمريكا شريكاً فعلياً فيها.. وليس بالحديث عن مساعدات إنسانية للفلسطينيين حتى تقتلهم إسرائيل بأسلحة يقر بايدن بأنه سيواصل إرسالها لتنفيذ المهمة، وليس بانتقاد نتنياهو على سوء إدارته للحرب التى لا تريد الإدارة الأمريكية - حتى الآن - أن توقفها(!!) والنتيجة هى هذا التناقض الأمريكى بين خلاف مع نتنياهو.. وانحياز كامل ودائم لإسرائيل لن تستطيع أمريكا أن تتجاوز مسئوليتها عنه!!