أقدم ورشة لصناعة فانوس رمضان.. الفانوس السحري بعطارين عروس المتوسط

عم على أقدم صانع لفوانيس رمضان
عم على أقدم صانع لفوانيس رمضان

فى زقاق ضيق بحى العطارين، لا صوت يعلو فوق نغمات «وحوى يا وحوى»، وأنوار تجذب العين من على بعد عشرات الأمتار، بورشة على أبو أدهم، إحدى أقدم ورش صناعة الفانوس.

الصفيح، والذى يعد أشهر فوانيس رمضان وأكثرها تحدياً وثباتاً فى وجه عوامل الزمن.
 

اقرأ أيضاً | خلال الندوة الثقافية| استعراض ملامح من حرب الاستنزاف واستشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض

يجلس «عم على» فى ورشته الضيقة، والزجاج الملون والمنقوش بكلمات رمضانية حوله فى كل مكان، وبجواره «منقد النار»، والأزير، والصفيح الملون فى استعداد لتشكيله، فى عملية أشبه بإعادة إحياء الروح لجسد التراث، فلا الفانوس الصفيح انقرض، ولا ذكراه تاهت من العقول المصرية، فالكبار قبل الأطفال يقبلون عليه، وعلى وضع الشمعة بداخله، فرمضان إحدى أهم بهجات استقباله هو الفانوس الصفيح.

ويقول «عم على»، هذه الجلسة جلسها جدى منذ 107 سنوات من الزمان، ومن بعده أبى، ثم أنا، نحن أساس تصنيع الفانوس فى الإسكندرية.

وأوضح أن عملية تصنيع الفوانيس تبدأ بقص الصفائح إلى أجزاء تكوّن الفانوس بحسب الحجم والشكل، حيث يُطلق على كل جزء اسم «مشتورة»، ثم تأتى مرحلة الكبس، حيث يتم نقش الرسومات وتفريغ الصاج، يليها مرحلة اللحام، ثم «السندقة» والتى تشمل تركيب الزجاج، وتنتهى العملية بمرحلة التجميع النهائية التى تمنحنا الشكل النهائى للفانوس.

وأشار إلى أن المواد المستخدمة فى صناعة الفوانيس، تتألف من الصفيح والزجاج و»الأزير»، وهى المادة المستخدمة فى عمليات لحام الصفيح.

وأضاف أنهم يولون اهتمامًا كبيرًا لتطوير شكل الفوانيس، مشيرًا إلى أن أيام والده وجده كانت جميع أعمالهم تتم يدويًا ولم يكن هناك مكبس فى تلك الأيام.

وكشف أنه يولى اهتمامًا خاصًا بتعليم ابنه والعمل معه فى الحرفة، حيث يشعر بحب كبير لها. وبين أن هناك فوانيس تصل قيمتها إلى عشرة آلاف جنيه بسبب حجمها الكبير واستخدام مواد غالية فى تصنيعها، فيما يتراوح سعر فانوس آخر حوالى خمسة آلاف جنيه.

وبالنسبة لطلبات الزبائن على شراء الفوانيس الصاج، يؤكد أن الزبائن لا يزالون يفضلون الفوانيس القديمة، ويضيف: «دخل علينا الفانوس الصينى أخذ مدته وانتهى ومثله الخشب، لكن الفانوس الصاج هو الأساس».