محمد زيان يحاور أول سكرتير مصري لبابا الفاتيكان

الأب يؤانس لحظي: نشكر الرئيس على تخصيص أرض مستشفى بامبينو جيزو بالعاصمة الإدارية

الأب يؤانس يتحدث لمحرر بوابة اخبار اليوم
الأب يؤانس يتحدث لمحرر بوابة اخبار اليوم

 
_ مؤسسة الإخوة الإنسانية تعمل لخدمة الفقراء والمحتاجين
⁃ شراكتنا مع المبادرات الرئاسية مهمة ونسعى للتوسع
⁃ أسعى لتعزيز العلاقات بين مصر والفاتيكان
⁃ بعد انتخابات الرئيس السيسي لولاية ثانية نتطلع لتعزيز التعاون
⁃ مصر تدخل مئات الشاحنات للفلسطينيين … ولا ينكر هذا الا جاحد
⁃ الفاتيكان يسعى لوقف اطلاق النار في غزة غزة


 


حاوره : محمد زيان

ما طبيعة العلاقة بين الفاتيكان ومصر في هذه المرحلة ؟، وهل ساهم وجود سكرتير شخصي البابا فرنسيس من أصل مصري ولأول مرة في إعطاء دفعة لهذه العلاقات ؟، وماذا عن ايطاليا ودور الفاتيكان في تعزيز هذا النوع من العلاقات ؟ وهل يعمل جناب الأب يؤانس لحظي على المضي قدماً في العمل قنطرة وصل بين مصر وروما ؟، وماذا عن المشروعات التي نفذتها مؤسسة الإخوة الإنسانية التي يرأسها في مصر ودورها في مجال التقريب والتفاهم وتقوية الروابط والعلاقات ؟، وماذا عني تخصيص الرئيس " عبد الفتاح السيسي " أرضاً ابناء مستشفى بامبينو جيزو التابعة للمؤسسة ؟، وما هي آفاق التعاون بين المؤسسة والجمهورية الجديدة ؟، وهل تسهم الموسسة في خدمة ضحايا الارهاب والحروب واخرها حرب غزة ؟ كل هذه الأسئلة طرحناها على الأب " يؤانس لحظي " السكرتير الشخصي السابق الاب الفاتيكان ورئيس مؤسسة الاخوة الانسانية ، وأسئلة كثيرة ، فإلى تفاصيل اللقاء :
 

" سكرتير بابًا الفاتيكان "
سألناه في البداية : كنت أول سكرتير شخصي من الشرق الاوسط في تاريخ الأحبار البابويين، هل هذا يضع على عاتقك الآن تنمية مشروعات مصر مع الفاتيكان؟ وما آفاق التعاون المستقبلية؟
أجاب : كان اختيار قداسة البابا فرنسيس لنا كأول سكرتير شخصي لقداسته في تاريخ الباباوات شرف كبير وتأكيد على اهتمامه قداسته الكبير بمنطقة الشرق الأوسط وبالحوار مع العالم العربي والإسلامي وبكنائس الشرق الأوسط. كان أيضا مسؤولية كبيرة سعينا لحملها بأمانة وعملنا على تقريب المسافات وقد تشرفت بلقب "مهندس العلاقات بين العالم المسيحي والإسلامي" الذي أطلقه علينا موقع مشيخة الأزهر الشريف بعد التقارب الذي تم بين المشيخة وبين الفاتيكان.
وما نقوم به حاليا في مصر من مشروعات قومية وخيرية هو لشعورنا بأهمية تحويل التقارب الذي تم إلى أفعال خير ملموسة تخدم الجميع وخاصة المحتاجين والأطفال والايتام.

 

يتابع الأب " لحظي ": وآفاق التعاون متروكة للجهات المختصة للبناء على ما تم تأسيسه والاستمرار في تعميق ودعم التعاون لخير الجميع، وهنا أود الاستشهاد بأحد العبارات الخالدة لقداسة البابا فرنسيس: "ليس هناك من بديل آخر: إمّا نبني المستقبل معًا وإلّا فلن يكون هناك مستقبل. لا يمكن للأديان، بشكل خاص، أن تتخلّى عن الواجب الملحّ في بناء جسور بين الشعوب والثقافات. لقد حان الوقت للأديان أن تبذل ذاتها بشكل فعّال، وبشجاعة وإقدام، وبدون تظاهر، كي تساعد العائلة البشريّة على إنضاج القدرةِ على المصالحة، ورؤيةٍ ملؤها الرجاء، واتّخاذ مسارات سلام ملموسة".
 
 
عاودته السؤال : كان لك دور مهم في مبادرة الحوار الكبرى للفاتيكان مع الأزهر توج بتوقيع وثيقة الاخوة الانسانية بين البابا فرنسيس والإمام الأكبر، ماهي الخطوات المستقبلية على أرض الواقع؟
رد في هدوء شارحاً : نحاول الاستفادة من الخطوات الكبيرة والتقارب الذي تم بين الفاتيكان والعالم الإسلامي والذي تكلل بالتوقيع التاريخي لوثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، بأبو ظبي في 4 فبراير 2019، وتحويل كلمات وقِيم هذه الوثيقة إلى أعمال ملموسة لخدمة الأخوة والتقارب بين الناس، ولذا قمنا بتأسيس مؤسسة الأخوة الإنسانية المصرية. وهي مؤسسة تنموية إنسانية غير هادفة للربح، مشهرة بالإدارة المركزية للجمعيات والاتحادات برقم قيد 1091 لسنة 2022 بوزارة التضامن الاجتماعي، وتهدف لدعم وتعزيز الأخوة الإنسانية ونشر قيم ومبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية عبر دعم المحتاجين، ومؤازرة الأسر الأكثر احتياجًا، ونشر ثقافة الأخوة والتعايش، والعمل في مجال الطفولة والأمومة، ورعاية الأيتام والمسنين والمرضى وذوي الإعاقة، دون تفرقة أو استبعاد أو تفضيل بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو النسب.
 
 سألناه : أنشأت مستشفى «بامبينو جيزو» لطب الأطفال، أليس كان من الأفضل تدعيم مستشفى ابو الريش للأطفال؟
أجاب في تروي : تعمل مؤسسة الأخوة الإنسانية المصرية حالياً على تنفيذ عدد من المشاريع والمبادرات القومية كإنشاء مستشفى البامبينو جيزو للطفولة والأمومة وإطلاق القوافل الطبية على مستوى جمهورية مصر العربية للتوعية عن الأمراض النادرة والوراثية وعلاج المرضي بالمجان، صرف الأدوية اللازمة، إجراء التحاليل الطبية اللازمة، إعطاء التطعيمات الاضافية اللازمة للأطفال، والمتابعة واستكمال علاج الحالات في حالة الحاجة.
 
 
 قلنا له : أنت رئيس مؤسسة الأخوة الإنسانية المصرية، فماذا تعمل لخدمة الإنسانية؟
سكن يجيب : اتشرف بخدمة مؤسسة الأخوة الإنسانية المصرية والتي تضم عدد كبير من الشخصيات الوطنية المحبة للخير وللحوار ولخدمة المجتمع وكما أوضحنا سابقا تعمل المؤسسة حاليا على العديد من المبادرات الخيرية لصالح المجتمع المصري بهدف تمكين وإشراك أكبر عدد ممكن من الأشخاص في العمل الخيري والإنساني والتطوعي؛ وتعزيز ثقافة الامتنان والعرفان والحمد والمشاركة؛ وترسيخ قيم المواطنة وإعلاء روح العمل الجماعي الميداني في مد يد العون. وبالإضافة إلى مشروع مستشفى البامبينو جيزو للطفولة والأمومة، الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، والقوافل الطبية تقوم المؤسسة بالتعاون مع وزارة التضامن بتنفيذ سلسلة مطاعم الأخوة الإنسانية لتقديم الطعام بالمجان للأسر المحتاجة وتساعد الأشخاص والأسر القادرة على دعمهم بطريقة تحفظ كرامتهم وتقوي التضامن المجتمعي بين كافة فئات المجتمع.
 

عدنا إليه بالسؤال: أنشأت أيضاً مدرسة الأخوة الإنسانية لرعاية ذوي الهمم، هل هناك تنسيق مع الحكومة المصرية لخدمة هؤلاء المهمشين منذ فترات؟ وما هي رؤيتكم؟
رد موضحاً : في إطار اهتمام الدولة بذوي الهمم تقوم المؤسسة حاليا بإعداد مشروع كبير بالتعاون مع الهيئات الأجنبية والعربية المهتمة بتأهيل وإعداد ذوي الهمم وذويهم. يهدف المشروع إلى تشييد مدرسة متخصصة تعتمد على أفضل ما توصل إليه العلم والعالم المتحضر في مجال خدمة أصحاب الهمم وأسرهم. وندعو الله أن يوفقنا في هذا المشروع لخدمة أكبر عدد في أقرب وقت بإذن الله.
 
قلنا له : هل ننتظر زيارة بابا الفاتيكان لمصر لافتتاح المشروعات التي تقومون على إنشائها لتكون مباركة من الكرسي الرسولي؟

رد منفرجاً : سندعو بالتأكيد قداسة البابا افتتاح هذه المشاريع ونتمنى أن يسمح وقت قداسته وظروفه ومشاغله بتشريفنا بالحضور لرؤية هذه المبادرات التي نالت مباركته ودعمه ومتابعته منذ بدايتها. فكما نعرف يحب قداسة البابا فرنسيس كل ما يخدم الانسان ويقرب بين الشعوب ويكن محبة وتقدير خاص لبلدنا الحبيب مصر والذي استقبله ضيفا غاليا في سنة 2017، في ظروف كانت في غاية الصعوبة، ونتمنى أن يستقبله مجددا ليرى كيف عبرت مصر وكيف تغيرت للأفضل بفضل الرؤية الحكيمة والعمل الجاد والمخلص الذي قام به وبتفاني سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة في السنوات العشر الأخيرة.
 
 
" الجمهورية الجديدة "
قلنا له : خصصت الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي أرض المستشفى، هل يمكننا القول إن هناك تعاون على قدم وساق مع الجمهورية الجديدة؟

منشرحاً راح يرد : إن تخصيص فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لقطعة الأرض التي سيتم تشييد المستشفى عليها لهو شرف كبير ودليل على اهتمام سيادته بكل ما يعود بالخير على أبناء هذا الوطن الغالي وتنفيذ رؤية الجمهورية الجديدة التي تقوم على العمل والأمل، على الرؤية والجهد، على الإصرار والعزيمة.
  
في استفسار سألناه : هل الدور الذي تقومون به في خدمة العلاقات الانسانية على ارض مصر سيساهم في دفع العلاقات بين دولتي مصر وايطاليا؟
متبسماً أجاب : يسعدني ويشرفني العمل على التقريب بين الدولتين واعتقد أن اختيار السفارة الإيطالية بالقاهرة لافتتاح مؤسسة الأخوة الإنسانية المصرية ولوضع حجر أساس مستشفى البامبينو جيزو لهو أكبر دليل على هذا. فمستشفى البامبينو جيزو تعمل داخل النظام الصحي في إيطاليا وافتتاح أول مستشفى بالعالم خارج إيطاليا يحمل هذا الاسم هو بالتأكيد دليل أخر على أهمية هذا المشروع في التقريب بين الدولتين في مجال التعاون الصحي والعلمي. ونشكر هنا سعادة السفير الإيطالي ميكيلي كواروني على استضافته لهذا الحدث وفتح أبواب السفارة لأول مرة بعد سنوات من التباعد للمدعوين المصريين والإيطاليين. ونلتقي مع سيادته دائما لمناقشة تطورات المشروع.
 
عاودناه بالسؤال : من الذي يمول مشروعات مؤسسة الاخوة الانسانية في مصر، المستشفى والمدرسة ودار الايتام؟ هل الحكومة الايطالية؟ أم المصرية؟ أم التبرعات؟

رد في هدوء : مؤسسة الأخوة الإنسانية المصرية هي هيئة غير حكومية وبالتالي تعتمد في تنفيذ مشروعاتها على التبرعات الشخصية وعلى الدعم الكبير الذي تقدمه دولة مصر من خلال تخصيص فخامة الرئيس لأرض مشروع مستشفى البامبينو جيزو للمؤسسة، ولدعم وزارة التضامن الاجتماعي المصرية في مشروع سلسلة مطاعم الاخوة الإنسانية، ولدعم دولة الامارات العربية المتحدة لمشروع ولوثيقة الأخوة الإنسانية ولكل ما يبني جسور الحوار والتلاقي بين الناس وكذا للعديد من الهيئات والمؤسسات والجمعيات العاملة في مجال التنمية المجتمعية من خلال توقيع بروتوكولات وشركات تعاون مثل مؤسسة مجدي يعقوب للقلب، ومؤسسة فاهم للدعم النفسي ومؤسسة دون بوسكو للسالزيان، ومؤسسة ديهات لأعمال الإنسانية المستدامة وغيرهم من المؤسسات المحلية والدولية العاملة في هذه المجالات. وهنا نشعر بواجب تقديم خالص الشكر والعرفان لفخامة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، ولسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكافة الشيوخ والشخصيات المحبة للخير حفظهم الله ورعاهم وأكثر من أمثالهم.
 
طرحنا عليه : منحت جائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام ٢٠٢٢ للعاهل الأردني والملكة رانيا ومؤسسة فوكال، هل تقترب هذه الجائزة من مصر قريباً بفضل جهودكم؟

رد في قبول : مصر عامرة بأبنائها العاملين في مجالات التنمية البشرية والاجتماعية والخيرية وأتمنى أن يحصل أحد أبناء الوطن على هذه الجائزة القيمية قريبا لدعم وتشجيع كل العاملين في هذا المجال. وشخصيا اعتقد أن هذا سيحدث قريبا لأن مصر ستبقي دائما أرض الخير والسلام والتعايش لأبنائها ولجميع الملتجئين لها والهاربين للعيش بين ربوعها.
 
قلنا له : إن الطموح الإنساني لا يتوقف، خاصة في ظل اتجاه مؤسستكم للعمل في مصر، إذن ما الطموح الذي تهدف إليه من خلال عملكم؟
رد كاشفاً : نسعى ونتمنى لتأسيس جيش كبير من المتطوعين، وبالطبع استخدم كلمة جيش فقط للتشبيه، لرفع المعاناة عن أكبر عدد ممكن من المتألمين سواء داخل الوطن أو خارجه، فليس أجمل من أن نشعر بأن حياتنا مفيدة للآخرين. وبما أن شعار المؤسسة هو: بالإنسانية نصل للجميع، فنتمنى أن نتمكن في السنوات القادمة من بذر بذور ثقافة الأخوة لأن ثمارها ستسعد الجميع. وهذا لإيماننا بأن فعل الخير يجمع جميع القلوب العامرة بالإيمان ويؤكد هدف المؤسسة: بالخير تَسعد القلوب وبالخير نُسعد القلوب.
نتمنى أيضا تجميع أكبر عدد من الأشخاص الراغبين بفعل الخير من كافة الانتماءات لأن الخير الحقيقي لا يعرف المحاباة أو التفضيل أو الاستبعاد لأي شخص مهما كان انتمائه الديني أو الثقافي أو اللغوي أو جنسه. فمقياس أصالة الخير هو في تقديمه لوجه الله تعالى وبدون محاباة أو تفضيل.
 
وكيف ستخدم مؤسستكم التي في مصر ضحايا الحروب التي نشبت مثل حرب روسيا واوكرانيا، وما جرى في سوريا، العراق، ليبيا، والسودان وغزة مؤخراً؟
تفتح المؤسسة على موقعها باب الاكتتاب لجميع المتطوعين الراغبين في العمل لرفع معاناة الاسر المنكوبة في أي مكان وسيتم التنسيق مع الجهات المعنية والمسؤولة للعمل تحت مظلة الدولة وبالتعاون مع كافة الجهات العاملة في هذا المجال للوصول لخدمة ضحايا الحروب والفيضانات والكوارث الطبيعية.  
 
وفي استفسار سألناه : رأيت أن عمل المؤسسة في مصر جاء من القمة أولاً، بمعنى العمل مع الدولة بمؤسساتها، ألم يكن من الأفضل البدء من القاعدة حيث للمحتاجين وذوي العوز؟

رد للتوضيح : تنفذ المؤسسة بالفعل العديد من المبادرات التي تخدم مباشرة المحتاجين مثل مشروع القوافل الطبية بالقاهرة الذي تقوم به المؤسسة بالتعاون مع عدد كبير من الأطباء لتقديم الكشف والعلاج والتحاليل بالمجان وعمل ندوات توعوية للتعريف بالأمراض النادرة والوراثية ونعمل حاليا لتكثيف عدد القوافل لتشمل بقية المحافظات.
استطرد: كما تعمل المؤسسة بالتعاون مع وزارة التضامن على تنفيذ مشروع سلسلة مطاعم الأخوة الإنسانية لخدمة الأسر المحتاجة وتقديم الطعام لها بالمجان وهو مشروع سيبدأ العمل في أول فرع له خلال أسابيع بإذن الله ، وكلها مبادرات تؤكد أن المؤسسة تعمل على مشاريع قومية وعلى مبادرات عملية لخدمة كافة فئات المجتمع.
 
 
عدنا له : ما هو مستقبل العمل الخيري من خلال مؤسستكم على أرض مصر كما ترجون؟
رد في اتضاع : كان شعار زيارة قداسة البابا فرنسيس لمصر: "بابا السلام في أرض السلام" تأكيدا على دور مصر كراعية للسلام والخير والتوافق في المنطقة ومؤسسة الأخوة الإنسانية مع كافة المؤسسات والجمعيات العاملة في مجال الخدمة المجتمعية تسعى لتقدم كل ما يمكن تقديمه لرفع المعاناة عن المحتاجين وتقديم العلاج للمرضى والتأهيل لذوي الهمم والخبر للمعوزين وكل ما نرجوه هو رضى الله الذي يبارك في كل عمل خير نقوم به بسخاء وبصفاء نية.
 
  " مصر والإرهاب "
مصر دولة قامت من مواجهات مع الإرهاب للبناء ثم الآن العمل الإنساني، هل ترى أن الطريق معبد أمام رسالتكم؟
لا يمكن للبلد التي هزمت الإرهاب والقتل والتشريد والتعصب إلا أن تستمر في أن تكون تربة خصبة للخير والإحسان والمعروف. فأهل مصر الطيبين يفتحون قلوبهم لكل مبادرة خير ويقتسمون رغيفهم مع كل محتاج ويعلمون بالفعل قبل القول إن الخير هو أفضل استثمار نقوم به على هذه الأرض لنربح رضى الله تعالى ورضى النفس ورضى الأخوة. فالخير هو دائما اختيار الابرار، وطريق المحسنين، ودرب المؤمنين، ومفتاح السماء.
 
" دعم الفقراء "
قلنا له : على أرض الواقع ماهي الخطوات التي تحققت للمؤسسة في مجالات دعم الفقراء والمحتاجين؟
رد في وضوح : تقوم المؤسسة حاليا بتنفيذ مشروعين كبيرين: الأول هو القوافل الطبية التي تقدم بالمجاني لمئات الأطفال الكشف والعلاج والتحاليل والتطعيمات في كل ربوع الجمهورية والثاني هو سلسلة مطاعم الأخوة الإنسانية بالتعاون مع وزارة التضامن لاستقبال الاسر الأولى بالرعاية وتقديم الطعام لهم بالمجان بطريقة تحفظ كرامتهم وتدعم مبدأ التضامن الاجتماعي. فالأشخاص القادرين سيكون بإمكانهم شحن كروت مدفوعة مقدما لتغطية تكاليف إطعام الاسر غير القادرة، وسيقوم بخدمة المستفيدين من هذه المبادرة عدد كبير من المتطوعين ومن شباب الجامعات لخلق بيئة إيجابية ونشر ثقافة الأخوة الإنسانية بين جميع أفراد المجتمع.
هذا بالإضافة لبقية المشروعات القومية الأخرى التي تعمل المؤسسة على تنفيذها مثل مشروع دار واحة الرحمة لرعاية الأطفال الأيتام والمركز الطبي العالمي للكشف عن الأمراض الوراثية ومعالجة ما يمكن معالجته منها بالتعاون وتحت الإشراف العلمي الكامل لمستشفى البامبينو جيزو بروما.
 
المؤسسة تزيل الفوارق بين المصريين بسبب العرق او الدين، هل هذا متحقق؟
شعار المؤسسة "بالإنسانية نصل للجميع!" وهو شعار نسعى لتحقيقه عن طريق العمل مع الجميع وخدمة الجميع بدون أي تفرقة أو تفضيل. فما يميز المؤسسة هو أنها تجمع شخصيات وطنية كبيرة وتخدم جميع أبناء الوطن في كل مكان وبشتى الطرق الممكنة لتأكيد مبدأ أننا جميعا أخوة في الوطن وأن إيماننا بالله يوحدنا في عمل الخير.
 
ماهو دور المؤسسة في دعم المواطن في ظل الظروف الاقتصادية؟
جميع خدمات ومبادرات المؤسسة تقدم للفئات الأولى بالرعاية وبالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي لرفع المعاناة عن المواطن والتخفيف قدر المستطاع من أعباء الظروف الاقتصادية الصعبة والتي يعاني منها الجميع ولا سيما الأكثر عوزا واحتياجا.

" المبادرات الرئاسية "
 
هل هناك تعاون مع تكافل وكرامة مثلاً أو ١٠٠ مليون صحة ومع مستشفى ابو الريش او ٥٧٣٥٧؟
تعمل المؤسسة بجهد كبير لتوقيع شراكات مع كافة الجهات والمؤسسات والجمعيات العاملة في مجال التضامن الاجتماعي لإيماننا بأن عمل الخير يزداد بالتقاسم والتعاون ولذا نسعى للتعاون ولخلق شراكات مع الجميع للاستفادة والتعلم من خبراتهم وتقديم ما يمكن تقديمه لهم. وستشهد الفترة القادمة توقيع عدة بروتوكولات تعاون في العديد من الجهات العاملة في هذا المجال.
 
 
تقوم المؤسسة عن عمل تطوعي، كم عدد الفريق العامل، كيف يتم اختيارهم؟ اليات عملهم؟
فتحت المؤسسة منذ فترة قريبة باب التطوع ولدينا موقع إلكتروني خاص للاشتراك ولاختيار المجال المناسب لكل متطوع ويتم اختيار المتطوعين من لجنة متخصصة وإعدادهم للمشاركة في مبادرات المؤسسة حسب قواعد ومبادئ واضحة ندعو المتطوع للموافقة عليها وتبنيها حتى يتمكن من الانضمام لفريق المتطوعين 
 
لخدمة ذوي الهمم وتأهيلهم، ما هي المؤسسات العربية والدولية التي تعملون معها؟
نقوم حاليا بعمل دراسة مفصلة للشروع، بإذن الله، في تشييد مدرسة متخصصة لذوي الهمم بالتعاون مع المؤسسة الإيطالية كوتولنجو (Cottolengo) والتي تعد من المؤسسات العالمية الكبرى في هذا المجال.
 
هل ستدعو بابا الفاتيكان لزيارة مصر وروية التغيير الحادث فيها؟ دورك في هذا الصدد؟
بالطبع سيتم دعوة قداسة البابا لافتتاح هذه المشروعات المهمة والتي يتابع شخصيا تنفيذها لمحبته الكبيرة لشعب مصر الذي استقبله ضيفا عزيزا سنة ٢٠١٧ وقد عبر قداسة البابا مرارا عن تقديره الخاص لدور مصر الإقليمي والعالمي وعلاقته المميزة بالقيادة المصرية وخاصة مع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وقداسة البابا تواضروس وفضيلة الإمام الأكبر ونتمنى أن يتكرم قداسته بتلبية الدعوة.
 
هل تلعب دور همزة الوصل بين مصر والفاتيكان؟
كابن لهذا الوطن الغالي وكدبلوماسي فاتيكاني أسعى بالطبع لتعزيز العلاقات التاريخية المميزة بين مصر والفاتيكان سواء في مجالات التعاون الاجتماعي أو الحوار بين الأديان وقد تشرفت بأن أطلق عليّ موقع مشيخة الأزهر الشريف لقب "مهندس العلاقات الإسلامية المسيحية".
 
كيف ينظر الفاتيكان الى تلون الدولة معك بقيادة الرئيس السيسي في تخصيص الارض ودعم مشروعاتكم؟
يكن قداسة البابا فرنسيس، كما سبق وأشرت، محبة كبيرة لشعب مصر ولقيادته وهو تقدير متبادل يتم التعبير عنه بمختلف الطرق وتأكده حقائق المواقف ويعد تخصيص أرض مستشفى البامبينو جيزو في العاصمة الإدارية الجديدة لمشروع المستشفى دليلا اخر على عمق هذه العلاقات.
 
  " انتخاب الرئيس السيسي "
بعد انتخاب الرئيس السيسي، ما هو طموحكم في العمل؟ وافاق التعاون في المستقبل؟
نطمح ونتمنى الاستمرار في العمل والتعاون للوصول للجمهورية الجديدة التي يعمل فخامة الرئيس وكافة جهات الدولة للوصول لها كل بحسب مجاله وتخصصه وامكانياته. ومؤسسة الأخوة الإنسانية بالاشتراك مع كافة الجهات العاملة في مجال العمل الاجتماعي تطمح في المساهمة في هذا الحلم القومي الكبير.
 
 
 هل ستساهم المؤسسة في خدمة ضحايا حرب غزة؟
تعمل المؤسسة حاليا مع الجهات المعنية وبالتعاون مع الهلال الأحمر المصري للمشاركة في إغاثة أهل غزة ورفع المعاناة عنهم. وقد فتحت المؤسسة باب التبرع لكل من يريد مساعدتنا في هذا المجال.
 
هل الدور الذي تقومون به في خدمة العلاقات الانسانية على ارض مصر سيساهم في دفع العلاقات بين دولتي مصر وايطاليا؟
استضافت السفارة الإيطالية حدث افتتاح مؤسسة الأخوة الإنسانية في ١٠ أكتوبر ٢٠٢٢ وكدلالة للدور المهم التي قد تقوم به المؤسسة في دعم العلاقات الثنائية بين البلدين. وقد كان هذا هو الحدث المصري الأول الذي تستضيفه السفارة بعد توتر العلاقات في السنوات الأخيرة، وقد شارك فيه عدد كبير من السادة الوزراء ومن القيادات المصرية والإيطالية للدلالة على رغبة الجميع في إعادة العلاقات التاريخية بين الدولتين لسابق عهدها ونتمنى أن تساهم مؤسسة الأخوة الإنسانية في هذا.
 
بعد فوز الرئيس السيسي في الانتخابات ما هي تطلعاتكم ومشروعاتهم المستقبلية في إطار تعاونكم مع الدولة المصرية؟
إن ما نقوم به من خلال مؤسسة الأخوة الإنسانية هو عمل وطني اجتماعي يأتي في إطار كون المؤسسة هيئة مصرية خاضعة لوزارة التضامن الاجتماعي المصرية تسعى بكل ما تمتلكه من إمكانيات ومن شخصيات وطنية لتقديم مبادرات مبتكرة وفعّالة لرفع المعاناة عن الفئات الأولى بالرعاية بالتعاون والتكامل والتضافر مع كافة المؤسسات المصرية والدولية العاملة في هذا المجال بحسب ووفق الإجراءات القانونية المتبعة وبالاحترام التام لدور المؤسسات المختصة والعلاقات والجهات الدبلوماسية الرسمية.
 
من وجهة النظر الإنسانية التي تقوم عليها المؤسسة، كيف تنظرون للدور الذي تقوم به مصر لإغاثة الفلسطينيين؟
لا يمكن إلا لجاحد نكران الدور المصري الكبير لرفع المعاناة عن أهل غزة وهو دور تاريخي وإقليمي ودولي وإنساني قامت وتقوم به مصر دائما. وتشهد مئات الشاحنات التي تذهب لغزة يوميا من معبر رفح على التزام مصر بإغاثة الفلسطينيين ودعم القضية الفلسطينية وحق الشعب في العيش على أرضه بسلام وأمن.
 
هل يمكن أن يقوم الفاتيكان بدور للضغط على إسرائيل لإدخال أكبر قدر من المساعدات؟
يقوم الفاتيكان بالفعل بكل ما يمكن القيام به سواء لإيقاف الحرب ودعوة الأطراف للحوار وسواء بدعم حصول شعب غزة على المساعدات الإنسانية اللازمة وقد وجهة قداسة البابا فرنسيس عدة نداءات في هذا الصدد وتسعى الدبلوماسية الفاتيكانية للعب دور الوسيط بين كافة الأطراف للوصول لحل الدولتين وإيقاف الحرف الدائرة في القطاع.