فى الصميم

تحذير مصرى لابد منه!!

جلال عارف
جلال عارف

كل الهيئات والمنظمات الدولية المختصة أكدت أن أى جهد لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء الفلسطينيين فى غزة براً أو بحراً لا ينفى حقيقة أن الشحن البرى يظل هو الأساس، والضغط الحقيقى المطلوب دولياً اليوم وليس غداً هو إرغام إسرائيل على احترام القوانين الدولية وإزالة العوائق التى تضعها أمام دخول الشاحنات المكدسة على الجانب المصرى فى رفح، ثم فتح المعابر التى تربطها مع غزة فوراً..

لكن- للأسف الشديد- مازالت الإرادة الدولية «مشلولة»، ومازالت قوى كبرى تريد الاستمرار فى مد إسرائيل بالسلاح لقتل أطفال فلسطين، ثم تحاول تبرئة ذمتها بالحديث عن المساعدات الإنسانية لمشاريع الشهداء فى غزة!!

وزارة الدفاع الأمريكية قالت إن استكمال تجهيز الرصيف المائى فى غزة قد يحتاج إلى شهرين، وأكدت هى وإسرائيل أن الميناء سيكون خاضعاً للقوات الإسرائيلية.. وهو ما يعنى أن الوضع هناك لن يختلف عن الوضع فى رفح من حيث قدرة إسرائيل على التعطيل ووضع العقبات. وهو أيضاً ما يشير إلى تقديرات بأن الحرب ستطول، وإلى مخاوف من إقدام إسرائيل على عملية عسكرية فى رفح والعواقب المدمرة لمثل هذه العملية.

بهذا كان وزير الخارجية سامح شكرى واضحاً فى محادثته الهاتفية مع الوزير الأمريكى «بلينكن» على تأكيد الموقف المصرى الثابت بأن الوقف الشامل لإطلاق النار يظل الهدف الأسمى الذى تتركز عليه الجهود الدولية، وعلى حتمية تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن تنسيق ومراقبة دخول المساعدات والتغلب على العقبات التى تضعها إسرائيل فى هذا الصدد من خلال آلية دولية معتمدة.

وكان لافتاً أن يؤكد شكرى على الوزير الأمريكى «التحذير» من مخاطر أى عملية عسكرية فى مدينة رفح، ورفض مصر التام لمحاولات تهجير الشعب الفلسطينى خارج أراضيه. وهو تحذير كان لابد منه فى ظل ظروف يتزايد فيها الهوس الإسرائيلى بينما يظل الموقف الأمريكى- رغم تغيير الخطاب واللهجة- ملتزماً باستمرار الحرب والاكتفاء بالهدنة «إذا تحققت» أو الاعتقاد بأن معادلة السلاح لإسرائيل والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين  « إذا وافقت إسرائيل»، ستكون كافية لمواجهة الضغوط الخارجية والداخلية لإنهاء حرب الإبادة. التخبط الأمريكى لابد أن يتوقف. هذه قضية شعب يريد حرية فى وطنه لا أن يخير بين التهجير أو الموت جوعاً أو بقنابل المحتل أو «الفيتو» الأمريكى!!