وراء كل شهيد بطولة، وفى كل قطرة دم قصة خلود.. نودعهم بالدموع ألماً للفراق، وفى قرارة أنفسنا أنهم ذهبوا لعالم أفضل، فيه سلام دائم وحياة باقية.
تتراجع الأحزان بمرور السنوات، وتتعاظم قيم التضحية والفداء، دفاعاً عن وطن لم يتذوق يوماً طعم الدماء، حتى جاءوا إلينا من كهوف الظلمة والإرهاب، فأقسم الشهداء الأحياء، أن يجتثوا ذئاب الشر.
شهداء أقسموا اليمين أن يحفظوا بلدهم بأرواحهم ودمائم، وتركوا وراءهم لوعة الفراق، آباء وأمهات وزوجات وأبناء، كانوا يتحدثون بالأمس بكل صبر واحتساب، مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، أثناء الاحتفال بيوم الشهيد أمس.
بلدى يتوضأ بدماء الشهداء، يتطهر من دنس الإرهاب، يخطو نحو فجر جديد، ليس فيه عنف أو إرهاب.. لا تبكوا شهداء الوطن، ولنجعل ذكراهم ملحمة للبطولة والتضحية والفداء.
يوم الشهيد.. الفريق أول عبد المنعم رياض.. 9مارس 1969، الجنرال الذهبى الذى فتح الطريق الى تحرير سيناء الغالية من دنس الاحتلال الاسرائيلى، ووقف وسط ضباطه وجنوده على الضفة الغربية للقناة، ولسان حاله يقول: لن نترك شبرا واحدا من الأرض تحت الاحتلال.
ومن رحم الهزيمة يولد الانتصار، والقائد العظيم رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وسط جنوده ويشرف بنفسه على آخر الاستعدادات لليوم المنتظر، نكسة 67، التى لم تتح فيها فرصة الحرب العادلة للجيش المصرى، فهب بعد أيام يغسل الهزيمة ويلقن العدو الإسرائيلى درساً قاسياً فى حرب الاستنزاف.
استشهد وسط جنوده وضباطه، نتيجة قنابل تفريغ الهواء التى ألقتها اسرائيل بالقرب من المكان الذى يقف فيه، فأدت إلى تفجير شرايين جسده الطاهر، وظلت روحه هائمة فى جبهة القتال، إلى يوم الثأر واسترداد الكرامة والكبرياء.
وخاض الأبطال حرباً أكثر شراسة وعنفاً، ضد الإرهاب.. أبطال وراء أبطال، وشهداء تلو شهداء، والذى كسر شوكة إسرائيل، لم تقف فى وجهه عصابات الإرهاب.
● ● ●
ندعو المولى عز وجل :اللهم اجعل هذا البلد آمناً من كل خوف، فالطمأنينة هى الهواء الذى نستنشقه والماء الذى نشربه، بينما شعوباً حولنا تستنشق الدخان وتشرب الدماء.
اللهم اجعل هذا البلد آمناً من أهل الشر، الذين يتربصون بالبلاد، ويستهدفون نشر الخوف والدمار والخراب وكأنهم شربوا ماء النيل سماً وعلقماً.
اللهم اجعل هذا البلد آمناً من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، والتى تجعل بعض من يعيشون فوق أرض الوطن، أكثر غلاً وحقداً من ألد الأعداء والغزاة والسفاحين.
اللهم احفظ هذا البلد للمصريين الطيبين ، الذين يرتضون بالعيش فيه على الحلوة والمرة، وينشرون المحبة والتسامح والسلام، وينبذون العنف والكراهية والدماء.
