بدون تردد

لشهداء الوطن

محمد بركات
محمد بركات

المتتبع لمسيرة مصر وشعبها عبر الزمن، منذ فجر الإنسانية ولحظة ميلاد ونشأة المجتمعات والشعوب والدول، فى هذه المنطقة من العالم، حيث نبع الحضارة ومركز النور الذى أشع بضيائه على الدنيا كلها،...، يجد ملاحظة لافتة للاهتمام تستحق التوقف عندها والتدقيق فيها.

هذه الملاحظة تؤكد بقاء مصر حاضرة ونابضة بالحياة والأمل على مر العصور، رغم كل التحديات والصعوبات التى واجهتها على طول الزمان بصفة عامة وخلال السنوات الأخيرة بصفة خاصة.

ومن خلال هذا التتبع يتضح جلياً أن السر فى بقاء مصر حاضرة ونابضة بالحياة رغم كل العوائق والتحديات يعود فى أساسه وجوهره إلى قدرة هذا الشعب العظيم على تحمل كل الصعاب، والتغلب على كل التحديات واستعداده الدائم وغير المحدود لتقديم كل التضحيات، للدفاع عن وطنه والذود عن كرامته، وحماية أرضه وأهله ودولته.

وهذا السر هو المحفز والدافع لكل المصريين بالرغبة الصادقة، للتضحية بالنفس والروح فى سبيل نجاة الوطن وتغلبه على كل المصاعب والمكائد والمحن، التى واجهته وتواجهه على طول مسيرته الوطنية.

وفى ظل ذلك ستظل مصر تحتفل فى كل عام بأبنائها الشهداء، الذىن ضحوا بأرواحهم الغالية فى سبيلها، وهو ما تم بالفعل أمس، فى ذكرى استشهاد «الفريق عبدالمنعم رياض» رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق، الذى قدم حياته فداء للوطن، وفاضت روحه إلى بارئها بين جنوده على جبهة القتال.

وسيظل لهذا اليوم وذلك الاحتفال دلالة ومعنى عظيمان، حيث تتجسد فيه أسمى مشاعر الفخر والتقدير والعرفان من الشعب لأبطاله الشهداء، الذىن قدموا أغلى ما يملكون دفاعاً عن الوطن وحباً فى أرضه الطاهرة. ونفس مشاعر الفخر والتقدير والعرفان، ستظل راسخة ومستقرة فى أعماق القلب والوجدان لكل المصريين، تجاه أبطالنا الشهداء من أبناء قواتنا المسلحة الغالية وشرطتنا الباسلة، الذين ضحوا بأرواحهم ويضحون بأنفسهم فى كل لحظة، وهم يواجهون ومستعدون لمواجهة كل من تسول له نفسه الاعتداء على الأرض المصرية، أو المساس بأمن وسلامة واستقرار الوطن.

ومصر فى احتفالها المحب بكل شهدائها تؤكد بكل الفخر والاعتزاز أنهم سيبقون دائماً وأبداً فى سويداء القلب، كما ستظل عائلاتهم دائماً محل التقدير والاعتزاز والرعاية من كل الوطن وأبنائه.