بقلم مصرى

زمن حلمى بكر

صلاح سعد
صلاح سعد

منذ أكثرمن 30 عاما رحلت عن عالمنا المطربة عليا التونسية ورغم طول الفراق كلما تردد اسمها بتذكر أغنيتها الجميلة (بس لما تيجى وأحكيلك عللى جرى) أشهر ما لحن الموسيقار حلمى بكر الذى رحل عن عالمنا مؤخرا..

والذى جرى على الساحة الغنائية بعد ذلك هو الذى سيحكيه ويرويه حلمى بكر وليس عليا عندما تلتقى الأرواح ..

ترى ماذا سيقول؟!. لقد قال ولم يكتف بالقول بل خاض بالفعل معارك ضارية ضد حصون الفن الهابط بعد سقوط الأغنية المصرية فى متاهات السطحية والركاكة..

وكانت آراؤه صادمة إلى حد التجاوز أحيانا دفاعا عن الفن النظيف الذى توارى واختفى بعد رحيل الأصوات الغنائية الأصيلة وكبار المؤلفين والملحنين الذين تركوا تراثا ما زلنا نتنفس من خلاله عطر الأصالة والإبداع..

لقد ظل حلمى مدافعا عن هذا التراث بالأقوال واللقاءات التليفزيونية ولكن ماذا عن الأفعال والألحان؟! كثيرا ما كان يردد عن سبب ابتعاده عن الساحة الغنائية بقلة الأصوات الجيدة إلى جانب المناخ السائد الذى لا يبحث عن الأصالة والقيمة الفنية بقدر اهتمامه بالعائد المادى!!

وفى لقاء تليفزيونى نادر عند سؤاله عن الأغنية فى الوقت الحاضر أجاب بكل صراحة ووضوح بأنها لا تسمع ولكنها تكتب كالشريط الإخبارى الذى يظهر أسفل الشاشة عند غناء المطرب أو المطربة لعدم وضوح معانيها لدى المشاهد بمعنى أنها تحتاج إلى مذكرة توضيحية لشرح  وفهم كلماتها.. فكيف بالله تستمتع بها كأغنية تعيش فى ذاكرتك كأغانى العمالقة فى الزمن الجميل..

لقد رحل حلمى بكر ولسان حاله يردد: قل للزمن ارجع يا زمان!!.