قطر تُطلق جائزة الدوحة للكتاب العربي

د.حسن النعمة وفيحاء عبد الهادى ود. عبد الواحد العلمى
د.حسن النعمة وفيحاء عبد الهادى ود. عبد الواحد العلمى

تحت رعاية الأمير حمد بن خليفة آل ثانى، أطلقت دولة قطر جائزة «الدوحة للكتاب العربى» لتشجيع الباحثين والمؤسسات لتقديم أفضل إنتاج معرفى فى العلوم الاجتماعية والإنسانية والشرعية، وتكريم الدراسات الجادة والتعريف بها والإشادة بجهود أصحابها، فضلًا عن دعم دُورِ النشر الرائدة؛ للارتقاء بجودة الكتاب العربى شكلًا ومضمونًا، وقد أُقيم الحفل التأسيسى للجائزة يوم الأحد الماضى فى الـ «ريتز كارلتون» الدوحة، حيث تم تكريم نخبة من المفكرين الذين أثروا المكتبة العربية بالمصنفات العلمية الرصينة والأطروحات الفلسفية والتاريخية البحثية القيمة، كما أُعلن عن تفاصيل الجائزة كافة.

تحدث فى الحفل كل من الدكتور حسن النعمة رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولى، والدكتور عبد الواحد العلمى المدير التنفيذى لجائزة الدوحة للكتاب العربى، اللذين أجمعا على رغبة الجائزة الجديدة فى أن تُعيد للكتاب المعرفى، وللمفكر والباحث العربى، مكانته، إلى جانب مساندة الأمة العربية فى اللحاق بركب الحضارة، وقد تجلت هذه الرسالة فى قائمة المكرمين التى مثّلت طيفًا واسعًا من المشتغلين فى الفكر العربى والشرعى من مختلف البلدان العربية، وهم: الفيلسوف المغربى طه عبد الرحمن وهو من أكثر الشخصيات الفكرية انتشارًا وتأثيرًا فى السياق العربى الإسلامى، واللغوى المصرى محمد أبو موسى المتخصص فى البلاغة العربية وتاريخها، والمؤرخ والمحقق الجزائرى ناصر الدين سعيدونى، والمفكر اللبنانى جيرار جهامى المتخصص فى الفلسفة والفكر العربى، والمؤرخ المصرى أيمن فؤاد سيد أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية، والمحقق العراقى غانم قدورى الحمد المتخصص فى الدراسات الإسلامية، والمؤرخ القطرى مصطفى عقيل الخطيب، والفلسطينية فيحاء عبد الهادى الباحثة فى التاريخ الشفهى الفلسطينى، والناقد والمفكر السعودى سعد البازعى، والفقيه الغينى قطب مصطفى سانو الذى عمل أستاذًا للفقه المقارن والتمويل الإسلامى ومقاصد الشريعة فى السعودية وتونس وماليزيا.

اقرأ أيضاً | بحضور رموز ثقافية عربية| وزير ثقافة الإمارات يُسلم جوائز «العويس الثقافية»

وألقت الباحثة الفلسطينية فيحاء عبد الهادى كلمةً نيابة عن المكرمين، قائلة: «نعبر عن اعتزازنا وفخرنا باختيارنا للتتويج بالجائزة فى دورتها التأسيسية، التى تمثل انتصارًا للثقافة والفكر والإبداع فى زمن نحن فى أشد الحاجة فيه إلى التمسك بثقافتنا وهويتنا العربية؛ لأن الثقافة هى السلاح الرئيس الذى يمكننا من الوقوف أمام استلاب مجتمعنا العربى».



وأضافت أن الاهتمام الحقيقى بالثقافة يرتبط بشكل وثيق بوضع استراتيجيات ثقافية عربية تحترم الكتاب والمفكرين والعلماء فى مجالات البحث العلمى والتشجيع على مزيد من الإبداع، وأن الإعلان عن الجائزة بمثابة تكريم للباحثين، وكذلك لدور النشر العربية.

كما أشارت الكلمة إلى أن الجائزة تأتى لدعم الكتاب العربى، «فى الوقت الذى تتعرض فيه الثقافة العربية فى فلسطين إلى التدمير على يد الاحتلال الإسرائيلى، الذى مارس أبشع الجرائم حتى طالت الثقافة، فدمر الأرشيف الوطنى فى غزة وأتلف آلاف الوثائق التاريخية، وأحرق المكتبات والمتاحف فى عدوان سافر على الثقافة العربية».

وأوضح عبد الرحمن المرى المستشار الإعلامى للجائزة فى تصريحات صحفية أن الدورة التأسيسية جاءت مخصصة فقط للتكريم، لكن هذا لا يعنى أن الجائزة ستتوقف عن تكريم المفكرين فى الدورات المقبلة، لأن للجائزة مسارًا تنافسيًا عبر الكتاب المفرد، ومسارًا آخر للإنجاز، وهذا الإنجاز لن يقتصر على الأشخاص، فهناك سعة فى الأمر، ومن الممكن أن تُكرم مراكز بحوث، أو دور نشر، وخلافه.

وأضاف أن «الجائزة لا تنظر فى جنسية المؤلف ألبتة، وإنما لغة الكتاب مع الأصالة والجدة، كما أنه ليس شرطًا أن تكون الموضوعات التى يتناولها الباحثون والمفكرون عربية، على سبيل المثال لو أن كتابًا كان موضوعه موصولًا بمجتمع أو بلد غير عربى، ومؤلفه من دولة غير عربية؛ فهو مؤهل للمنافسة ما دامت اللغة التى كتب بها العربية؛ فالعربية فى تاريخها الثقافى والعلمى لم تكن لغة جنس واحد، بل هى لغة حضارة عالمية أسهم فى تدوين معارفها والنهضة بها مختلف الشعوب الإسلامية فى مختلف القارات التى وصلها الإسلام بلسانٍ عربى مبين».

وقد فُتح باب الترشح لجائزة الدوحة للكتاب العربى -عبر الموقع الرسمى لها- يوم الثلاثاء الماضى 5  مارس، بحيث يستمر التقديم حتى 5 يونيو المُقبل، وتقبل الترشيحات فى الدورة الأولى (2024- 2025) حصرًا فى هذه التخصصات المعرفية: (الدراسات اللغوية والأدبية: تُخصص هذه الدورة للسانيات وفقه اللغة)، و(الدراسات الاجتماعية والفلسفية: تُخصص هذه الدورة لعلم الاجتماع والفلسفة)، و(الدراسات التاريخية: تُخصص هذه الدورة للتاريخ العربى والإسلامى منذ القرن الأول حتى نهاية القرن السادس الهجرى)، و(العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية: تُخصص هذه الدورة لأصول الفقه والمقاصد والقواعد الفقهية، والمعاجم، والموسوعات)، و(تحقيق النصوص: تُخصص هذه الدورة للتراث النقدى والأدبى).

وتنقسم الجائزة إلى فئتين: فئة الكتاب المفرد، والتى تختص بالكتاب العربى، على أن يكون موضوعه مندرجًا فى مجال معرفى من المجالات التى تغطيها الجائزة، ووفق الشروط الخاصة بالفئة، وشروط الترشح لها كالآتى: أن يكون الكتاب مؤلَّفًا باللغة العربية، وأن ينتمى موضوعه إلى أحد المجالات المعرفية للجائزة، وأن يكون الكتاب قد نشر ورقيًّا (وله رقم إيداع دولى) خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وألَّا تقل عدد كلماته عن 30 ألف كلمة، وأن يلتزم المؤلف بالضوابط العلمية منهجًا وتوثيقًا، وأن يشكل الكتاب إضافة نوعية إلى الثقافة العربية، وأن يكون المؤلِّف على قيد الحياة عند الترشح للجائزة، على أن يقبل الترشح حصرًا من المؤلف، ولا يحق لأى أطراف أخرى ترشيح كتاب لمؤلف آخر، كما لا يحق للمؤلف الترشح بأكثر من عمل واحد، بحيث تقبل الكتب المشتركة شريطة ألا تكون نتاج مؤتمرات وندوات جماعية، مع ضرورة موافقة جميع المشاركين فى العمل.

أما الفئة الثانية للجائزة فهى فئة الإنجاز، وتختص بتكريم أصحاب المشاريع المعرفية طويلة الأمد، المبذولة من قبل الأفراد والمؤسسات فى أحد المجالات المعرفية التى تغطيها الجائزة، وتُمنح بناءً على مجموعة أعمال أنجزت فيه، وشروط الترشح لها كالآتى: بروز إنتاجٍ معرفى فيه رفد للفكر والإبداع فى الثقافة العربية، وتميزٌ بالجدّة والأصالة، وأن يشكّل إضافة إلى المعرفة والثقافة الإنسانية، وذلك سواء للفرد أو المؤسسات، كما يجب على دار النشر المترشِّحة أن يكون لديها الالتزام الصارم بقوانين الملكية الفكرية ونظمها، وعليها أن تقدِّم الملفّات والوثائق المؤيدة مرفقة مع استمارة الترشح، ولا يمكن الترشح فى فئتى الإنجاز والكتاب المفرد معًا.


جدير بالذكر أن الجائزة لا تعنى بالكتابة الإبداعية على اختلاف أنواعها: شعر، مسرح، رواية، سيرة.. إلخ.