صباح الفن

آمال فكرى .. النور والأمل

انتصار دردير
انتصار دردير

فقدت مصر قبل أيام واحدة من النساء الملهمات اللاتى اخترن القيام بأدوار مؤثرة فى المجتمع، منذ تطوعت مبكرا للانضمام لجمعية النور والأمل التى أسستها السيدة إستقلال راضى لرعاية الكفيفات، وفى وقت قليل استطاعت آمال فكرى أن تتفهم نفسية البنات وتستوعب أزماتهن وتعمل على حل مشكلاتهن وباتت صديقة مقربة لهن ومحط أسرارهن ومبعث ثقتهن، حتى صرن ينادينها بـ «ماما آمال». 

ومنذ تولت إدارة «أوركسترا النور والأمل» انطلقت بها وبالعازفات إلى آفاق رحبة، وقد كان من حسن حظى أن صاحبتها فى رحلات عديدة خلال حفلات الأوركسترا بعدد من الدول الأوروبية، ولمست عن قرب الدور المهم الذى تقوم به آمال فكرى وكيف تمكنت من تحويله إلى أوركسترا عالمى يثير الإعجاب والدهشة والفخر فى دول العالم، باعتباره أول أوركسترا جميع عازفاته من الكفيفات، وقد اهتمت بكافة التفاصيل الدقيقة ليصل إلى هذه المكانة من خلال الاستعانة بأساتذة معهد الكونسرفتوار، ووضع نظاما صارما فى البروفات، وقد كانت، رحمها الله تملك شخصية آسرة بحق، فقد جمعت بين اللين والشدة، فهى صارمة فى قرارات لامجال لمناقشتها، وفى نفس الوقت تملك قلب طفل، وتطل من عيونها البراءة، وفى كل الأحوال تشرق ابتسامتها ولاتغيب عن وجهها، وتهتم بمظهر العازفات  وكيف يعبرن عن الثقافة المصرية بتصميم زى مستوحى من خطوط فرعونية، ولم يكن الأوركسترا هو فقط من يثير الإعجاب فى كل دولة يحط بها، بل كانت هى نفسها مثار إعجاب وتقدير من الجميع وطالما وقفت تتحدث ببراعة بإنجليزية تجيدها عن الأوركسترا وعن البنات كما كانت تناديهن.  

وقد تألمت الراحلة كثيرا بسبب تضاؤل حجم التبرعات للجمعية فى السنوات الأخيرة ، فكانت تقوم بالترويج للأوركسترا بالتواصل بنفسها مع السفراء والمؤسسات الثقافية الدولية التى كانت ترحب بمشاركة هذا الأوركسترا الاستثنائي  ورغم تأثر نظرها فى السنوات الأخيرة، فقد ظلت تمارس دورها بنفس الروح والإصرارحتى رحيلها.  

و نالت آمال فكرى تقديرا إستحقته من الرئيس عبد الفتاح السيسى أسعدها كثيرا ، وفى عزائها امتلأ السرادق عن آخره ببنات النور والأمل التى أضاءت لهن دروب العتمة ومنحتهن كل الأمل والثقة، ومن المهم أن يواصل الأوركسترا نجاحه وإنضباطه كما كانت تحرص دائما رحمها الله.