قلم على ورق

«الحشاشين»

محمد قناوى
محمد قناوى

ثلاثة أسباب تدفعنى لمتابعة مسلسل» الحشاشين» الذى يعرض على شاشة رمضان هذا العام، أولها إنه يتناول سيرة أكبر شخصية مرعبة ومثيرة للجدل ولخيال الكاتب فى التاريخ الإسلامى، وثانيها إنه يحمل توقيع المبدع والدراماتورجي»عبد الرحيم كمال» فهو كاتب صاحب  قلم فلسفى عميق، أغلب أعماله التى قدمها تشهد له بذلك، هو من الكتاب العظماء  والحكائين فى عصرنا الحالي، كما وجود اسمه الآن على تتر مسلسل يجعلنى كمشاهد أثق فى هذا العمل، والسبب الثالث ضخامة الإنتاج لــ»سينرجي»وتفرده وتقديم صورة مبهرة لعمل تاريخى مثير بإخراج لبيتر ميمى الذى يمتلك رصيدا من الأعمال المبهرة على مستوى الإخراج وتقديم صورة جذابة، إذن نحن أمام عمل مثير على جميع المستويات، عمل يستقى أحداثه من التاريخ بجرأة شديدة، قصة حقيقية تاريخية موجودة فى كل زمان ومكان تكشف بوضوح كيف يتم استغلال الدين فى غسيل الآدمغة وتسخيرالناس واستعبادهم لتحقيق مآرب شخصية ؟

ولكن من هو حسن الصباح مؤسس جماعة»الحشاشين»؟ بعض المؤرخين ذكروا أن حسن الصباح ولد فى مدينة قُم معقل الشيعة الإثنى عشرية حيث نشأ فى بيئة شيعية، ثم انتقلت عائلته إلى مدينة الرى مركز نشاطات الطائفة الإسماعيلية فانضم إلى الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمره 17 سنة، وينسب له تأسيس ما يعرف بالدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلية النزارية المشرقية، وكان يسعى إلى نشر دعوته وكسب الأنصار، وأيضًا احتلال مكان بعيد يحميه من مطاردة السلاجقة، مع جماعته واتخذ من قلعة «ألموت»وهى قلعة يصعب الوصول إليها، توجدعلى قمة صخرة عالية فى قلب جبال شمال إيران فى مدينة رودبار بالقرب من نهر «شاه ورد» فى فارس مركزًا لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته، والتى انتشرت حدودها الجغرافية فى بلاد فارس وفى الشام .

 ولكن هل عاش حسن الصباح فى مصر؟ الإجابة بنعم،عندما كلفه عبد الملك بن عطاش كبير الدعاة الإسماعيليين فى غرب إيران والعراق بمهمة فى الدعوة وهى السفر إلى مصر لكى يسجل اسمه فى بلاط الخليفة الفاطمى بالقاهرة، وهو ما نفذه بالفعل حسن الصباح فانتقل إلى مصر، وقضى فيها  نحو ثلاث سنوات ما بين القاهرة والإسكندرية بدأت عام 1078 ميلادية، إلى أن وقع خلاف بينه وبين أمير الجيوش بدر الدين الجمالى، فسجنه ثم طرده من مصر على متن مركب للأفرنج إلى شمال إفريقيا وتقول الرواية التاريخية، إن المركب غرق فى الطريق، ولكن استطاع أن يفلت من الغرق حيث انتقل إلى سوريا ثم إلى بغداد ومنها عاد إلى مدينة أصفهان التاريخية، فى إيران.