نحن والعالم

كلاكيت ثانى مرة

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

انسحبت المرشحة المحتملة نيكى هايلى من سباق الانتخابات الرئاسية فى أمريكا بعد خسارتها الفادحة الثلاثاء الماضى. وانسحاب هايلى، التى لم تفز إلّا فى ولاية واحدة من 15 ولاية فى انتخابات «الثلاثاء التعيس».

يجعل منافسها دونالد ترامب المرشح الأوحد للحزب الجمهورى فى انتخابات نوفمبر القادم «ما لم تحدث مفاجأة قضائية تعرقل صعوده» ضد الرئيس الديمقراطى الحالى جو بايدن. وهذا يعنى اننا سنرى تكرارا للمشهد الانتخابى لعام 2020 الذى تنافس فيه ايضاً بايدن مع ترامب الذى كان رئيساً آنذاك، لكن مع تبادل الأماكن هذه المرة.

تكرار المشهد والوجوه أصاب الكثير داخل أمريكا وخارجها بالإحباط، وبات هناك توقعات بتأرجح النتائج وخروجها بتقارب كبير يعكس «معيوبية» المرشحيّن. واتضح ذلك فى استطلاعات الرأى التى كشفت عن فارق نقطتين فقط بين الأثنين. لكن الغريب أن التفوق كان لصالح ترامب!

نعم، ترامب الذى واجه محاولتين للعزل وخرج مهزوما من البيت الأبيض منذ 3 سنوات وشكك فى نزاهة الانتخابات التى أطاحت به وكاد يقود البلاد لحرب أهلية، والذى تطارده 91 تهمة و4 محاكمات جنائية، يتقدم على بايدن بكل الإنجازات الاقتصادية التى حققها وتتضمن نموا بنحو 3% كل ربع سنة، وارتفاع الأجور لأعلى مستوياتها وانخفاض البطالة لأدنى مستوياتها.

لكن الحقيقة أن بريق هذه الإنجازات يتوارى أمام حقائق تقلق الناخب الأمريكى على رأسها عمر بايدن، أكبر رئيس فى تاريخ أمريكا والذى سيدخل ولاته الثانية وهو يناهز الـ83عامًا، وكذلك مشاكله الصحية وفقدانه المتكرر للتركيز والذاكرة.

أضف لذلك فشله فى وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين والذى تضاعف عددهم منذ عام 2020.

أما من يرى أن سياسة بايدن تجاه حرب غزة تتسبب فى تراجع شعبيته فأقول له إن السياسة الخارجية لم تحتل أبداً مرتبة متقدمة فى قائمة محددات نتائج الانتخابات الأمريكية وأن التجارب أثبتت لنا إنه لا فارق بين ترامب صاحب صفقة القرن والذى أعطى القدس والجولان لإسرائيل وبايدن الداعم لحرب الإبادة فى غزة.