وقفة

وردة على قبر الشهيد

أسامة شلش
أسامة شلش

أحياء عند ربهم يرزقون، هذا هو حال الشهداء كما أخبرنا المولى عز وجل فى القرآن الكريم، منزلة عظيمة جاء ترتيبها فى الجنة مع النبيين والصديقين ثم يأتى الشهداء وما أرفعها منزلة.

٩ مارس من كل عام هو يوم الشهيد فى بلدى ما أكثر من ضحى بعمره وذهب شهيدا من أجل تراب مصر، لترفعه على رأسها فخرًا وعزة، وتتذكره دائمًا، ويوم الشهيد فى مصر يوم عظيم ارتبط براحل عظيم استشهد فى الصفوف الأمامية على ضفة القناة فى بداية حرب الاستنزاف التى بدأتها مصر ضد العدو الإسرائيلى الذى احتل الضفة الشرقية من القناة، استشهد الفريق عبد المنعم رياض وهو ثانى أكبر رتبة عسكرية فى الجيش المصرى وكان رئيسًا لأركان الحرب وهو يوجه بنفسه أطقم المدفعية لضرب قوات العدو فأصابته قذيفة فسقط شهيدًا فى رمز نادر للتضحية والفداء، ولازلت أتذكر، كيف وكنت أحد الذين وقفوا وساروا يودعونه لمثواه، كيف خرجت مصر كلها تودعه فى جنازة شعبية كبرى قبل أن تكون جنازة عسكرية مهيبة من ميدان التحرير يتقدمها رئيس الدولة جمال عبد الناصر، ليصير ذلك اليوم رمزا للشهادة، وكم دفع أبناء مصر أنفسهم شهداء دفاعا عن أرضها وشعبها وحتى الآن، ولا زالوا يقدمون.

الشهادة فى عرف المصريين أرفع الأوسمة التى يتمناها كل مصرى يعشق تراب الوطن ويقدم عليها ويشكر الله عليها وهو يطلبها، الشهادة هى رمز للشجاعة والإقدام فمن يطلبها لا يعرف الخوف ولا يهاب مواجهة الأعداء، يقدم عليها وهو يثق فى نصر الله ولو قضى نحبه فيقينة أن الجنة هى الجزاء.

لازلت من سنوات طويلة أذهب أحمل وردة إلى مقبرة الراحل العظيم يوم استشهاده لأقرأ الفاتحة تحية لذكراه العطرة فقد كانت شجاعته وإقدامه وتقدمه الصفوف أمام جنوده أولى خطوت إصلاح المسار وإعادة تأهيل الجيش لمحو آثار الهزيمة المنكرة فى حرب ١٩٦٧، وهو ما أدى إلى تحقيق النصر فى عام ١٩٧٣وعبور قناة السويس.

تحية لشهداء مصر فى عيدهم فلولا تضحياتهم ما كنا حققنا ما تحقق وما كنا قضينا على الإرهاب الذى تهددنا وكاد يقضى على بلدنا.
يا شهيد مصر العظيم وكل شهدائنا انعموا بالجنة، وعد الله.

لا تخافوا على مصر وأهلها يعشقون الشهادة.