فى الصميم

السؤال الغائب.. فى المشهد الأمريكى!

جلال عارف
جلال عارف

كما هو متوقع.. مرت الانتخابات التمهيدية فى «الثلاثاء الأكبر» أو الذى كان كذلك، بدون أى مفاجآت. تفوق بايدن فى الحزب الديمقراطى، و»ترامب» فى الحزب الجمهورى فى غياب أى منافسة حقيقية، واقترب الاثنان من الحصول على الأصوات اللازمة ليتواجها - للمرة الثانية - فى السباق للبيت الأبيض بعد ثمانية شهور.

فى آخر استطلاعات الرأى يبقى ترامب متفوقاً على بايدن بنقطتين والسبب هو حرب غزة التى فرضت نفسها على المشهد الانتخابى، وفرضت على «بايدن» أن يراجع سياسته بعد أن أصبح هناك تكتل مهم داخل حزبه يعارض سياسته المنحازة لإسرائيل، وبعد أن وصله إنذار ولاية ميتشجان من مائة ألف ناخب ديمقراطى رفضوا منحه أصواتهم فى الانتخابات التمهيدية فى ولاية مهمة فاز بها فى الانتخابات الماضية بفارق عشرة آلاف صوت فقط!!

استعادة ثقة هؤلاء وغيرهم من الأصوات الديمقراطية الغاضبة هى مهمة «بايدن» الأولى. هؤلاء لن يذهبوا بأصواتهم إلى «ترامب» لأنه الأسوأ بالنسبة لهم، ولكن عدم مشاركتهم فى الانتخابات العامة هو الخطر الذى يتحسب له «بايدن» ويدفعه للضغط من أجل التهدئة فى غزة. وعلى العكس يبدو ترامب محكماً قبضته على الحزب الجمهورى. لكنه يدرك جيداً أن تفوقه الحالى مؤقت، وأن المطاردات القضائية وإن كان قد استفاد منها حتى الآن فى حشد أنصاره إلا أنها تترك الباب مفتوحاً أمام السقوط فى أى وقت!!

منافسة ترامب «المرشحة نيكى هيلى» رغم نتائجها المتواضعة سحبت تعهدها بأن تؤيد ترامب فى الانتخابات العامة. تعرف أنه مدان - حتى الآن - فى قضايا احتيال على الدولة وأخرى تتعلق بالاغتصاب، وهو مطالب بتعويضات وغرامات تتجاوز الأربعمائة مليون دولار.. والآتى أخطر إذا تأيدت هذه الأحكام نهائياً (وهذا هو المرجح) وإذا ساء موقفه فى القضايا الأهم المتعلقة بالتآمر واقتحام الكونجرس والتحريض على تزوير الانتخابات السابقة!!

تستمر «هيلى» وربما غيرها من الجمهوريين فى انتظار مفاجأة ترغم الحزب على التخلى عن ترشيح «ترامب»، بينما يمضى «ترامب» فى تصدر المشهد الانتخابى، ويظل «بايدن» يؤكد أنه الوحيد القادر على هزيمته للمرة الثالثة بعد انتصاره عليه فى انتخابات الرئاسة السابقة ثم الانتخابات التشريعية النصفية. ويبقى سؤال «التجديد» غائباً عن المشهد الأمريكى حتى إشعار آخر!!