إنها مصر

فلنشد على يد الرئيس

كرم جـبر
كرم جـبر

«القوة» حكمة وليست استعراض عضلات.. هدوء وصبر وليست انفعالاً وتوتراً.. ثقة فى النفس وليست تردداً وضعفاً.. وبغير القوة لا يصل الإنسان إلى شيء من أهدافه.. والقوة لا تحصل عليها إلا بالقوة.. والقوة أن تتمسك بصلابة موقفك ولا تحيد عنه أياً كانت الضغوط.

هذه هى مصر وهذا هو رئيسها، فى إدارة ملف هو الأصعب والأكثر تعقيداً.. «غزة الحزينة» فى ظل تجربة نظام دولى جديد، يغرس أنيابه وأظافره فى منطقتنا، حيث الشمس الدافئة والبترول والغاز والثروات الطائلة، وإسرائيل.

«القوة» هى كلمة السر وراء استرداد مصر نفسها ومكانتها، رغم الظروف الصعبة، مصر التى يحترمها الجميع ويعلمون قدرها ويحترمون إرادتها، وبقدر قوتها تعمل لك الدول حساباً، ففى دنيا السياسة لا حب ولا كراهية، وإنما أعمل لك حساباً أو لا أعمل.

«مصر» اليوم غير «مصر» التى خططوا لكسرها بعد أحداث يناير، وكانت فلسفة الدولة والرئيس هى وقف النزيف أولاً، ثم تقوية الجسد المنهك، ولم تكن الوعود مجرد تصريحات وإنما إنجازات، وكان بعض الناس يقولون إننا نستيقظ صباحاً، فنرى مشروعاً جديداً.

والآن لعل أصحاب الآراء المخالفة فهموا فلسفة المشروعات الكبرى، وأنها لم تكن ترفاً أو خطأ فى ترتيب الأولويات، ولكن استشرافاً لمستقبل واعد من الاستثمارات والمشروعات.

ولم تكتسب مصر قوتها من المشروعات والإنجازات فقط وإنما هى منظومة متكاملة، لإعادة إحياء الأمل، واستدعاء عناصر الخلود والكرامة والكبرياء فى نفوس الناس، ليشعروا أنهم فى بلد غالٍ ينبغى الحفاظ عليه.

لم تكن عبارة «تحيا مصر» التى يحرص الرئيس على ترديدها مجرد شعار، ولكنْ تذكير وإلحاح مستمر، بأننا نحيا فى هذا الوطن ويحيا بنا، «نحن» و«هو» معادلة الحياة التى هى اسمها «مصر»، وضغطت الدولة على كل محاور إحياء القوة.

القوة هى تعظيم شأن الدول الوطنية، بعناصرها المصرية ذات السمات المميزة، وأهمها الشعب الذى وقف فى ظهر الدولة أثناء عملية تحرير الوطن من الإرهاب الأشد خطراً من أى مستعمر خارجى، لأنه يتسلل من الشقوق والخبايا.

والشعب الذى تحمل قسوة إجراءات الإصلاح الاقتصادى هو البطل، والناس رغم موجات الغلاء ولكن نحن واقفون على أقدامنا، والدولة التى تحدت الأصعب أثبتت قدرتها فى أن تعبر الصعب.

هل كان فى استطاعة مصر الصمود فى وجه الأعاصير إذا لم يكن فى حسابها رصيد من عوامل القوة، بينما غزة تحترق بجوارنا والنار تشتعل فى المنطقة ويشتد الحصار؟

القوة ليست «كلمة» ولكنها «فعل»، فحواه الثقة فى الدولة، وأن نشد على يد الرئيس، لاستكمال بناء الدولة التى يحلم بها ويتطلع إليها كل مصرى، وأن تكون مصر أم الدنيا و«أحسن بلد فى الدنيا».