فى الصميم

الثلاثاء الكبير.. ليس كذلك!!

جلال عارف
جلال عارف

«الثلاثاء الكبير» فى أمريكا ليس كذلك هذه المرة.. اليوم الذى تحسم فيه ـ بدرجة كبيرة ـ نتيجة الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحى الحزبين الديمقراطى والجمهورى لمعركة الرئاسة. مر أمس دون منافسة حقيقية.. المعركة الداخلية فى الحزبين محسومة مبكراً، لا أحد ينافس بايدن داخل حزبه الديمقراطى، ولا أحد ينافس ترامب بين الجمهوريين إلا «نيكى هيلى» التى خسرت فى كل الولايات السابقة ولم تحصد الفوز إلا فى «واشنطن» والتى قد تترك المنافسة بعد إعلان نتائج «الثلاثاء» التى يقترب الفائز فيها من الحصول على الأصوات اللازمة لحسم معركة الترشح.

المؤكد حتى الآن أن انتخابات الرئاسة فى نوفمبر ستكون نسخة أخرى من الانتخابات الماضية بين بايدن وترامب، مع بعض الملل من التكرار وشىء من افتقاد أى رؤية جديدة لدى المرشحين، ومع الحديث المتكرر عن تقدم العمر وتأثيره (بايدن ٨١ سنة وترامب ٧٨ سنة) فى ظل تحديات هائلة تواجهها أمريكا وسلطات طاغية لمن يسكن البيت الأبيض.

مع غياب المنافسة يبدو «الثلاثاء الكبير» مجرد محطة لحشد جماهير كل حزب، ورفع روحها المعنوية، والاستعداد للمعركة الانتخابية التى تشمل أيضا أعضاء الكونجرس وقيادات المحليات. المفاجأة حتى الآن أن تورط «بايدن» فى الحرب على غزة والانحياز الأعمى لمواصلة الإبادة الجماعية من جانب إسرائيل يكلفه الكثير. فى الأسبوع الماضى كانت الانتخابات التمهيدية فى ولاية «ميتشجان» الحاسمة فى معركة الرئاسة، قال ١٠٠ ألف ديمقراطى أنهم يحجبون أصواتهم عن بايدن بسبب دعمه للمذابح الإسرائيلية!! الرقم أكبر مما كان متوقعاً وهو يعنى أن معارضة موقف بايدن من الحرب لا تقتصر على الأمريكيين من ذوى الأصول العربية بل تمتد إلى كل الأقليات وإلى الشباب وخاصة من اليسار.

إنذار «ميتشجان» لا يمكن تجاهله.. ولهذا تحدثت كاميلا هاريس نائبة بايدن وجاء «جانتس» للبيت الأبيض نكاية بنتنياهو، لكن معالجة الأمر تحتاج لما هو أهم.. أى لتغيير فى السياسات التى أضرت ببايدن لكنها ستضر بمصالح أمريكا بأكثر من ذلك بكثير، الأخطر أن بايدن يعرف جيداً أن الانتخابات لن يحسمها أنصاره الديمقراطيون أو أنصار ترامب الجمهوريون فقط.. هناك الثلث الأهم من الناخبين من خارج الحزبين وهؤلاء «الأقل تحزبا» قد لا يريدون العودة إلى حماقة ترامب، لكنهم لا يريدون أن تخسر بلادهم العالم من أجل دعم الهوس الصهيونى!!