إنها مصر

أكاذيب الإخوان !

كرم جبر
كرم جبر

الاستثمارات الصينية فى السندات وأذونات الخزانة الأمريكية، بلغت 780 مليار دولار، ويفضل الصينيون شراء الأراضى والشركات والعقارات فى الولايات المتحدة، رغم عدم الود السائد فى العلاقات السياسية بين البلدين.
والاستثمارات الروسية فى سندات الخزانة الأمريكية، انخفضت فى العام الماضى إلى النصف وبلغت 48 مليار دولار، رغم العداء السياسى السافر بين البلدين، والدعم العسكرى والسياسى لأوكرانيا فى الحرب التى تدخل عامها الثالث.
اليابان تستثمر فى أمريكا تريليون دولار، والدول العربية البترولية لها استثمارات فى كل دول العالم، خصوصاً تركيا التى تستحوذ على قدر كبير من الاستثمارات الخليجية.
ورغم ذلك لم يقل أحد أن أمريكا فقدت سيادتها لصالح الصين أو روسيا، ولم تنشط مزاعم الإخوان للزعم بأن الاستثمارات العربية فى تركيا وغيرها من الدول تمس سيادتها.
لماذا - إذن - مصر التى تنال هذا القدر من الهجوم بعد مشروع رأس الحكمة، وضخ شائعات تستهدف النيل من المشروع والتشكيك فيه والزعم بأنه ضد السيادة المصرية؟
أما عن السيادة، فالإخوان يعرفون جيداً من الذى كان ينوى التفريط فى السيادة، فأقدم رئيسهم على إصدار إعلان دستورى يمنحه الحق هو وبرلمانه الإخوانى فى إجراء تعديلات على الحدود، تمهيداً للتنازل عن أجزاء من أراض فى سيناء.
الذى أوقف الاعتداء على سيادة سيناء هو الرئيس عبد الفتاح السيسى حين كان وزيراً للدفاع، وعقيدة الجيش المصرى هى حماية السيادة المصرية على كل شبر من الأراضى المصرية، ولنتذكر بعد حرب 1967، لم تنم مصر ولا جيشها يوماً واحداً إلا بعد تحرير سيناء.
الإخوان يعلمون جيداً أن عودتهم للحياة رهن بتفاقم المشكلات وتدهور أحوال الناس، ونشر التمرد والغضب، وعلى مدى تاريخهم لا يجيدون البحث عن حل للمشاكل، بل المتاجرة بالمشاكل، وكلما انفرجت تضاءلت فرصهم فى التواجد بين الناس .
ولما كان مشروع رأس الحكمة أملاً فى عودة الاستثمارات وانتعاش الحياة الاقتصادية وانفراج أزمة الدولار وتوابعها من ارتفاع الأسعار ونقص التمويل الأجنبي.
لهذا فالإخوان ضد هذا المشروع جملة وتفصيلاً، لأنه يجد حلاً لأزمة كبيرة استغلوها أسوأ استغلال، وصعدوا حرب الشماتة وضخ الشائعات، وأهالوا التراب على جهد وعرق البلاد فى السنوات الأخيرة للبناء والتنمية.
أما ما زعموه عن بداية تعاون بين مصر وإسرائيل والإمارات، فهذا يدخل أيضاً من باب الأكاذيب المفضوحة.
فموقف مصر والإمارات شديد الوضوح منذ البداية فى التصدى لمؤامرة التهجير القسري، والدعوة الدائمة إلى التهدئة ووقف حرب الإبادة، وحل الدولتين لإحلال الأمن والهدوء والاستقرار فى المنطقة.
مصر لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ توقيع اتفاقية السلام، ولم تمنعها من اتخاذ موقف شديد القوة والصلابة من العدوان الإسرائيلى على غزة، ولم تتهاون أو تتراجع، والعالم كله يشهد بذلك.
وإسرائيل وضعت حجراً كبيراً فى طريق تعاونها مع الدول العربية، سيستغرق سنوات حتى تتم إزالته، وهى الخاسر الأكبر.