حفلات توقيع لكتبهم وبورتريهات بريشة أشهر الفنانين.. «العويس» تكرم الفائزين بجائزتها

الفائزون بجائزة العويس يحكون تجاربهم الإبداعية
الفائزون بجائزة العويس يحكون تجاربهم الإبداعية

على مدار أيام ثلاثة بين 27 و29 فبراير الماضى، احتفت مؤسسة سلطان بن على العويس الثقافية» بحدثها الأهم والأبرز، حيث نظمت مهرجاناً كبيرًا، على هامش الاحتفاء بالفائزين بجائزتها، فى دورتها الجديدة.

أقيمت احتفالية التكريم للفائزين بحضور عشرات المثقفين والمبدعين والإعلاميين، وجهت لهم المؤسسة الدعوة لحضور هذا الحدث الثقافى الكبير، الذى يأتى تتويجاً لنشاط طويل للجائزة. استحق المبدعون الفائزون الجائزة عن جدارة، وعبر لجان تحكيم منضبطة مشهود لها بالكفاءة والنزاهة والحيادية.

اقرأ أيضاً | التنوع الثقافى وسؤال الهوية فى مؤتمر معهد النقد

وألقى الدكتور أنور محمد قرقاش، رئيس مجلس أمناء المؤسسة، كلمة مجلس الأمناء، ثم ألقى الدكتور عبد الله إبراهيم كلمة الفائزين، أعقب ذلك إعلان تقرير لجنة التحكيم، حيث ألقته الدكتورة ميساء الخوجا، عضو لجنة التحكيم، بعدها كرم الدكتور أنور محمد قرقاش الفائزين بالجوائز، وقلد كلاً منهم وشاح الإمارات ومنحهم ميداليات ذهبية تحمل على وجهها الأول اسم وصورة الفائز، والثانى شعار الجائزة. كما قدم كل فائز شهادته عن تجربته الممتدة حتى نيل الجائزة.



أسماء الفائزين 
 فاز بجائزة العويس للشعر، الشاعر المصرى حسن طلب، بينما فاز القاص البحرينى أمين صالح بجائزة القصة والرواية والمسرحية، وذهبت جائزة الدراسات الأدبية للناقد العراقى الدكتور عبد الله إبراهيم، وجائزة الدراسات الإنسانية والمستقبلية للمفكر المغربى عبد السلام بنعبد العالى. كما استنت إدارة الجائزة تنظيم حفلات توقيع لكتب الفائزين الصادرة حديثًا عن «العويس» ضمن سلسلة «الفائزون».



انطلقت احتفالات الجائزة بافتتاح معرض «فسحة الجمال ونزهة الخيال» وهو خاص بمقتنيات المؤسسة، التى تضم عشرات اللوحات الفنية لـ62 فناناً من كبار الفنانين الإماراتيين والعرب والعالميين، تعرض أعمالهم فى المؤسسة، على مدار 40 سنة، حيث عملت المؤسسة على اقتناء تلك الأعمال وتوثيقها لتكون ثروة ثقافية وفكرية فى رصيدها.

شهادات للفائزين 
 وعقب افتتاح وتفقد معرض الفن التشكيلى، أدار عبد الحميد أحمد، أمين عام المؤسسة، ندوة فكرية للفائزين، مؤكداً فى بدايتها أن جائزة العويس تُمنح فقط للإبداع، دون أسباب سياسية أو دينية أو طائفية.



ثم تحدث حسن طلب عن تجربته مع الإبداع وقال إنه تأثر خلال مسيرته بالتراث العربى وإنه عمل طوال رحلته بصمت ودون ضجيج، مشيرًا إلى أن تراثنا فيه كنوز لم يلتفت إليها أحد، وراح يبحث عنها عند الغرب، وقال: «خذ عندك مثلاً رهان باسكال الذى يُعجبُ به البعض وجدته عند أبو العلاء فى بيتين بديعين، ومدرسة فرويد التى ربطت الإبداع بالتجربة الجنسية وجدتها عند أبو تمام، ووجدت مدرسة اللعب عند البهاء زهير، وهكذا فالشاعر يخدم اللغة ولا يستخدمها».

لوحات للفائزين
وفى تقليد متوارث تتبعه مؤسسة العويس الثقافية خلدت الفائزين عبر لوحات مرسومة بريشة فنانين معروفين، هم فريد فاضل، ومحمد حسين، وبابو رامشاندران، وتضم قاعة المعارض فى المؤسسة متحفاً للفائزين بالجائزة، على مدار تاريخها، حيث بلغ عدد اللوحات المعروضة فى المتحف 105 لوحات لأبرز رسامى البورتريه.



كلمة الفائزين 
ألقى الناقد الدكتور عبدالله إبراهيم، كلمة باسم الفائزين، أكد خلالها أن هذه الجائزة شقَّت طريقها بقوة فى المجتمع الثقافى العربى، وابتكرت لها هوية لا غُبار عليها منذ انطلاق دورتها الأولى عام 1988، وبقيت أمينة على التعبير عن هدف أسمى أعلنته منذ البداية، وهو تشجيع الأدباء، والكتَّاب، والمفكرين، والعلماء العرب، وتكريمهم، اعتزازاً بدورهم فى النهوض الفكرى والعلمى بمجالات الثقافة والأدب والعلم فى الوطن العربى.

وأضاف: «لو عاينَّا مضمون الهدف المعلن للجائزة طوال خمس وثلاثين سنة، لاتَّضح مدى تطابق الهدف مع الثمار التى قُطفَتْ منه، ففعلاً لا قولاً، فقد ارتبطت بنخبة من خيرة الأدباء والمفكِّرين العرب، كان لهم أعظمُ الأثر فى تنشيط الفعل الإبداعى والثقافى، زاد عددهم على مئة فائز بها». 

 وأكد أن الاعتراف ميزة عظيمة من مزايا الطبع البشرى، إذ اصطفتْ الجائزة المبرزين من أبناء الثقافة العربية، واعترفت بهم، وبادلوها الاعتراف بأن خلعوا عليها القيمة السامية بآثارهم الرفيعة، وأعمالهم القيِّمة. وكان اعترافاً متبادلاً منقطع النظير بين الجائزة والفائزين بها لم يطعن به أحد. ذلك أنها كانت جريئة فى البحث عمن يستحق حملها، ولم تخفِ هدفها فى الذهاب إلى أصحاب الاستحقاق. وتعلمون أنّ الجوائز الرفيعة هى التى تنتهى إلى أفضل المؤهلين لها، فلا تُحابى، ولا تُداهِن، ولا تَسترضى، إنما تصونُ عِرضَها من الخدش، وتدرأ الشُبُهاتِ عنها بمقدار ما تكون أمينةً على هدفها، وتمضى فى طريقها الذى مهدته بالصبر، والدراية، والمثابرة».

 وتابع: «أشهدُ أنه لم يطرقْ سمعى فى يوم ما ظلُّ شُبهةٍ على استقامة هذه الجائزة، ونزاهة القائمين عليها، لذلك ولغيره استوجبَ تجديدُ الشكر للقائمين عليها، وتقوية عزمهم للمضى قُدماً فيما أرسوه من تقاليد متينة، وفاء لهدف الجائزة، وتقديراً لاسم صاحبها، وتأكيداً لتاريخها، ذلك ما أرجوه، وما يرجوه أمثالى».

وقال إبراهيم الهاشمى المدير التنفيذى للجائزة إنها تهدف بالأساس إلى تشجيع وتكريم الأدباء والكتَّاب والمفكرين والعلماء العرب اعتزازاً بدورهم فى النهوض الفكرى والعلمى، فى مجالات الثقافة والأدب والعلم بالوطن العربى. وتمنح المؤسسة جوائزها مرة كل سنتين، وذلك عن نتاجهم فى مجال الشعر، والقصة والرواية والمسرحية، والدراسات الأدبية والنقدية، والدراسات الإنسانية والمستقبلية. وتبلغ القيمة الإجمالية للجائزة 600 ألف دولار، بواقع 120 ألف دولار لكل حقل من الحقول.

مئوية العويس
من جهة أخرى اعتمدت اليونسكو، 2025 عاماً للاحتفال بمئوية الشاعر الإماراتى سلطان بن على العويس بعد أن أعدت المؤسسة التى تحمل اسمه ملفاً ضخماً عن رحلته الإبداعية وقدمته إلى المنظمة.

وبدأت مؤسسة العويس بالفعل الاستعداد لهذه المناسبة الكبيرة ببرامج وفعاليات وأنشطة متعددة، تشمل الجوانب المختلفة من حياة الشاعر، ويجرى حالياً الإعداد لبرنامج ثقافى حافل، سينطلق مطلع العام 2025 عبر معارض تشكيلية وأفلام وثائقية وكتب مصورة وطوابع بريدية وعملات تذكارية، وغيرها من أنشطة تحتفى بقامة شعرية إماراتية لها بصمتها الواضحة فى الثقافة المحلية والعربية.

يعد الشاعر سلطان بن على العويس، أحد رواد النهضة فى الإمارات، وتم تصنيفه حسب الدراسات الأكاديمية من الجيل الثانى لشعراء الحيرة، التى ضمت بخلافه الشاعر الشيخ صقر القاسمى والشاعر خلفان بن مصبح، ونشرت أول قصيدة له عام 1970 فى مجلة «الورود» البيروتية، وهو يعتبر حلقة وصل بين جيلين من الأدباء والشعراء، وطليعة شعراء الغزل فى الخليج العربى، صدر له ديوان شعرى بعنوان «مرايا الخليج» فى بيروت عام 1985 وله ديوان جُمعت فيه معظم أشعاره بعنوان «ديوان سلطان العويس.. المجموعة الكاملة».