بقلم واعظة

كلام الصور

حنان محمود إبراهيم
حنان محمود إبراهيم

اللغة الناطقة التى تحكيها لنا الصور تبقى فى الذاكرة لمدة طويلة أكثر من القراءة، وقد تستخدم الصور لتزييف الحقيقة أو توضيحها وهو ما نشاهده رأى العين هذه الأيام فى فلسطين؛ فالصورة يستغلها العدو الصهيونى فى تزييف الحقيقة وإظهار نفسه على أنه ضحية وفريسة لما يطلقون عليه الإرهاب الإسلامي، ولكنها على  الجانب الآخر استطاعت أن تنقل للعالم كله الوحشية والهمجية التى يتعامل بها المحتل مع شعب أعزل مما دفع بعض الدول الإفريقية إلى طلب محاكمة إسرائيل فى محاكمة العدل الدولية وكانت المستندات التى قدمتها هذه الدول عبارة عن صور وفيديوهات توثق حقيقة ما يحدث ضد الشعب الفلسطيني، كما أنها كانت سببّا فى خروج مظاهرات فى مختلف دول العالم تندد بجرائم المحتل.

إن توثيق ما يحدث فى فلسطين بالصور والفيديوهات جعل العديد من شعوب الغرب تتعجب من هذا الثبات لهذا الشعب المناضل، وجعلهم يبحثون عن سبب هذا الصمود والثبات فوجدوا أنها تعاليم الإسلام التى تبشر بإحدى الحسنيين إما النصر وإما الشهادة فبدأوا يبحثون عن هذا الدين واشترى بعضهم نسخا من القرآن الكريم وتعرفوا على تعاليمه فوجدوا فيه ضالتهم التى ينشدونها حتى إن بعضهم دخل الإسلام بسبب ثبات وصبر الفلسطينيين، وبسبب تعاليم الإسلام التى تحض على الرحمة والعدل والمساواة.

ومن آخر المشاهد التى أثرت فى الرأى العام مشهد «عم ربيع» بائع البرتقال الذى انتشر فيديو له وهو يلقى بحبات البرتقال على عربات المساعدات المتجهة لفلسطين فى مشهد عفوى وصادق وهو ما دفع وسائل الإعلام للحديث عنه مما دفع  بعض رجال الأعمال للتبرع له بمحل تجارى ورحلة حج لبيت الله الحرام وصدق رسول الله حين قال: (سَبَقَ دِرْهَمٌ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. قَالُوا: وَكَيْفَ؟ قَالَ: كَانَ لِرَجُلٍ دِرْهَمَانِ تَصَدَّقَ بِأَحَدِهِمَا، وَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عُرْضِ مَالِهِ فَأَخَذَ مِنْهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَتَصَدَّقَ بِهَا). رواه النسائي.