أسماء الأمس وأسماء اليوم

 د. عبد المنعم فؤاد
د. عبد المنعم فؤاد

أتدرون من خطيبة النساء والمتحدث الرسمى بأسمائهن؛ إنها أسماء بنت السكن الأنصارية  فى عهد النبى الكريم -صلوات ربى وسلامه عليه-، لم تكن أسماء خريجة جامعة السوربون، ولا الجامعات الكبرى ولكن كانت خريجة جامعة الإسلام؛ رئيسها سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام -، منه تعلمت الصدق، والفصاحة، والبيان. 

تعالوا لنرى هذا المشهد الرائع فى مجلس رسول الله والذى تقوم ببطولته أسماء الملقبة فى كتب التراث بخطيبة النساء لتلقى ببيان هام وعاجل أمام سيد الأنام :
جاءت أسماء -رضى الله عنها- إلى رسول الله ، فقالت: «يا رسول الله، بأبى أنت وأمي، إنَّ اللهَ بعثك للرجال وللنساء كافة فآمنا بك وبإلهك، وإنَّـا معشر النساء محصوراتٌ، مقصوراتٌ مخدوراتٌ، قواعدُ بيوتكم، وحاملاتُ أولادكم، وإنَّكم معشرَ الرجال فُضِّلتُم علينا بالجُمَع والجماعات، وفُضِّلتُم علينا بشهود الجنائز، وعيادة المرضى، وفُضِّلتم علينا بالحج بعد الحج، وأعظمُ من ذلك الجهادُ فى سبيل الله وإنَّ الرجلَ منكم إذا خرج لحجٍ أو عمرةٍ أو جهادٍ، جلسنا فى بيوتكم نحفظُ أموالكم، ونربى أولادكم، ونغزلُ ثيابكم، فهل نشاركُكم فيما أعطاكم الله من الخير والأجر؟ فالتفت  إلى أصحابه وهم حوله فى جلوس وسكينة وقال: ((هل تعلمون امرأة أحسن سؤالًا عن أمور دينها من هذه المرأة؟)) قالوا: يا رسولَ الله، ما ظننا أنَّ امرأةً تسألُ سؤالَها. 

فقال النبى : (يا أسماءُ، افهمى عني، أخبرى من وراءك من النساء أنَّ حُسنَ تبعلِ المرأة لزوجها، وطلبَها لمرضاته، واتباعَها لرغباته يعدِلُ ذلك كله) فأدبرت المرأةُ وهى تُهلِّلُ وتُكبِّرُ وتُردِّدُ: يعدل ذلك كله، يعدل ذلك كله.

-الله الله ما أحسنه من نشيد وترديد،- ويفهم من هذا العرض بعد الاستماع أنه يجب على أسماء العصر الحديث أن تلجم مدعيات التنوير والتزوير فى إعلامنا، وصحافتنا وصفحاتنا وهن يشعلن النار فى البيوت بين الرجل وزوجه، ويحرضن النساء على الرجال باسم الحرية والمساواة وحقوق المرأة !! 

فرأينا من تدعى أن المرأة لا يصح أن تخدم زوجها، ولا ترعى سكنها، ولا ترضع طفلها، ولا تدخل مطبخا لتعد الطعام لبعلها الخ الخ !! 

علينا أن نعرف أسماء اليوم بأسماء الأمس، لتتعلم فن الإلقاء، وجمال العرض والرد، وكيف كانت تنشد طربا أسماء الأمس بكلام الرسول الأكرم -صلوات ربى وسلامه عليه- وتقول  وهى تهلل: (يعدل ذلك كله، يعدل ذلك كله).  

علينا أن نربى بناتنا على مثل هذه التربية التى ربى النبى -صلى الله عليه وسلم- نساء أمته وعصره.

وقولوا لخطيبة عصرنا: اتقى الله فى نسائنا وبناتنا، (ومن يتق الله يجعل له مخرجا).

د. عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر