روشتة الامتحانات.. البسطويسي: الأخذ بالأسباب والتوكل على الله طريق النجاح

الشيخ عمر البسطويسى
الشيخ عمر البسطويسى

تستعد جميع البيوت لموسم الامتحانات التى تهل علينا كل عام فلا زيارات ولا منتزهات ولا وسائل إعلام ولا تواصل اجتماعي، الطالب والأسرة والمعلمون كل يستعد الاستعداد اللازم وهذا مطلوب ومتعين، فكيف يؤدى كل دوره الذى خلقه الله له بخلاص وهمة؛ ليساهم فى رفعة بلده بعيدا عن الأساليب غير المشروعة للوصول إلى النجاح؟.

يقول الشيخ عمر البسطويسى من علماء الأزهر: إن الدنيا دار عمل وتحصيل والآخرة دار الجزاء، ولكى يحصل الإنسان على جزائه فى الآخرة لابد أن يعمل ويجتهد مع الالتزام بتعاليم الدين والرسول صلى الله عليه وسلم، والامتحانات ما هى إلا قنطرة لابد أن يمر بها الإنسان فى مراحل حياته ليحصل على الشهادة التى تؤهله للعمل وكسب الأقوات.
 

اقرأ أيضًا| خواطر الإمام الشعراوي.. «ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم»

ويضيف: فى هذه الأيام من كل عام تجد البيوت خلية نحل للاستعداد والبدء فى أداء اختبارات آخر العام ولا ننكر أن أى امتحان سواء امتحانا دراسيا أو للالتحاق بعمل له هيبة ورهبة ولكن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قدم لنا النصح والإرشاد من خلال الأخذ بالأسباب والتوكل على الله فالطالب عليه الاستذكار جيدا مع الإخلاص والإتقان ووضع هدف لمستقبله يسعى إليه، والأبوان عليهما الرعاية الصحية والمادية والاجتماعية للأبناء وعدم التقصير فى متطلبات العملية التعليمية، المعلمون عليهم العمل بجد وإخلاص فهذه رسالتهم وهى مهمة عظيمة كرسالة الأنبياء فى التربية والتعليم والتوجيه.



ويشير إلى أنه أثناء الاستعداد للامتحان نلاحظ بعض التناقضات عند بعض أولياء الأمور مثل حرصهم الشديد على المذاكرة والاهتمام بأمور الدنيا ودروس التلاميذ وعزوفهم عن اهتمامهم بأمور الآخرة فيترك الطالب نائما ولا يوقظه لأداء الصلاة بحجة التعب والإرهاق من المذاكرة وقد يمنعه أحيانا من الذهاب للمسجد بحجة عدم وجود الوقت، وعلى النقيض تجد بعض التلاميذ يتعلقون بالصلاة والعبادات والبعد عن المعاصى فى أوقات الامتحان فقط، ولكن سرعان ما يعودون إلى ما كانوا عليه بعد الانتهاء من وقت الشدة فحذار حذار من ذلك فمثلهم مثل الكافرين الذين لا يعرفون الله إلا فى الشدائد، قال تعالى: «يأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون»، فعلى الأبوين مراعاة أبنائهم وقت الامتحانات وغيرها وتشمل فترة الامتحان النظر عليه فلا يسمح له بأن يتناول أى مشروبات للطاقة أو أدوية تساعد على السهر حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه وأولها عدم التركيز والاضطراب والقلق.. ويؤكد أيضا أنه من التناقضات الحرص على الغش فالغش من الكبائر قال رسول الله : «من غشنا فليس منا».

ويوجه رسالة للمعلمين ورثة الرسل قائلا: الامتحان أمانة عظيمة حين تضع الأسئلة وحين المراقبة وحين التصحيح.

وليتذكر الجميع أن هذا هو امتحان الدنيا وهناك امتحان أعظم كلنا لابد أن نخوضه من قبل الله سبحانه وتعالى وهو امتحان يوم القيامة أعاننا الله عليه وجعلنا أهلا له. وندعو الله لأبنائنا بالصلاح والنجاح والفلاح فى أمور دنياهم ودينهم.